في قراءته لأحداث 2014 وتوقّعات 2015، يشير أطلس التغييرات السياسية في العالم، الذي يصدره سنويا معهد تحليلات المخاطر (Verisk Maplecroft)، إلى أنه من غير المرجّح أن يشهد الاستقرار العالمي تحسّنا في السنة الجديدة.
يتّفق أغلب المحلّلين على أن هشاشة العالم في مواجهة العنف السياسي ستستمر على مدى العام 2015، باستمرار أسبابها وتحدّياتها، وهي وفق أطلس (Verisk Maplecroft): التهديد المتزايد للإرهاب وخطر الإسلاميين المتشددين، والسياسة الخارجية الروسية “العدوانية”، والفساد المستشري في العالم، والانتخابات في البلدان المضطربة.
هذا الوضع يلقي بظلاله على البيئة القانونية والتنظيمية التي تؤثّر سلبا على الاستثمار في البلدان التي تواجه هذه التحدّيات، فأوكرانيا مثلا، سجّلت تراجعا في إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 7،5 بالمئة خلال 2014 التي باتت أسوأ سنة تعرفها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تصدرت الدول العربية مؤشرات الفوضى والعنف السياسي في عام 2014، ومرشّحة لنفس الموضوع في 2015، بنسبة 6 من أصل أول عشر دول على المقياس العالمي.
وفي المراتب العشر الأولى عالميا من حيث التعرض لمخاطر العنف السياسي على مدار العام المقبل، جاءت العراق في المرتبة الأولى، تليها سوريا، فأفغانستان ثالثًا، وحلّ اليمن في المرتبة الرابعة والصومال خامسا، يليه نيجيريا، وباكستان، والسودان ثامنا، وفي المرتبة التاسعة جمهورية أفريقيا الوسطى وحلت ليبيا في المرتبة العاشرة.
بالنسبة إلى الأزمة التقليدية يتوقّع الخبراء أن يشهد العالم في العام المُقبل 2015 مجموعة من الحروب، ستكون أقواها الحرب الدولية ضد الإرهاب وتنظيم داعش. وحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء “أونا” المصرية، فإن إيران ستكون محور حرب جديدة، جزء منها سيكون بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وبين تنظيم داعش، وجزء آخر سيكون بين طهران ودول المنطقة التي تتوجّس شرّا من استفزازات إيران، خصوصا بعد توقيع الاتفاق بخصوص ملفها النووي. كما يتوقّع الخبراء أن تتورّط تركيا في تدخل عسكري لحماية حدودها مع سوريا في ظل تزايد المعارك وانهيار قدرتها الدفاعية بعد تراجع شعبية رئيسها وانهيار تنظيم الإخوان وبوادر الصلح التي ظهرت في سماء العلاقات القطرية المصرية.
التوتر الآخر الذي يمكن أن يتطور في المنطقة له علاقة بالوضع في اليمن، حيث من المتوقع، وفق الوكالة المصرية، أن تتخذ المملكة العربية السعودية إجراءات عسكرية لحماية حدودها مع اليمن في ظل تزايد سيطرة المقاتلين الحوثيين في اليمن. وقد أدّت سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء إلى تحول البلاد من مرحلة الانتقال السياسي الواهي إلى الانقسام الوطني، وهذا أدّى بدوره إلى تصاعد نشاط القاعدة في الجزيرة العربية وزيادة الدعوات إلى انفصال الجنوب بالكامل.