بعد مرور أكثر من نصف شهر على عمليات التحالف العربي، في مأرب، في الـ13 من سبتمبر الماضي، فما الذي تحقق على الأرض، خلال تلك المدة الزمنية من المواجهات، بين القوات المشتركة، من جهة، وبين قوات صالح من جهة أخرى..
يجمع العديد من المراقبين لسير العمليات العسكرية في مأرب، أن التقدم الذي أحرزته قوات التحالف، إلى اليوم، يعد تقدما متواضعا ويسيرا، مقارنة، بما تملك من قدرات عسكرية هائلة.
ويتساءل مراقبون كم تحتاج القوات المشتركة من الوقت لتطهير كامل محافظة مأرب، إذا كانت استغرقت ذلك الكم من الوقت في تحرير عدد من التباب والمواقع من يد الحوثيين وقوات وصالح.
التقرير التالي يرصد سير المعارك وما الذي حققته قوات الجيش الوطني والمقاومة، مدعومة بقوات التحالف، خلال أكثر من نصف شهر على بدء العمليات.
"تبة المصارية"
سقطت "حمة المصارية" الإستراتيجية في الجبهة الغربية ،أخيرا التي أسقطها الإعلام عشرات المرات، وباتت الآن تحت سيطرة المقاومة، والجيش الوطني، بالكامل.
وتمكن أهمية موقع "تبة المصارية" الاستراتجي أنه يسيطر على خطوط الإمداد القادمة من تجاه منطقة "صرواح"، كما أنها تتحكم في جبهة "الجفينة"، إضافة إلى أنها تمهد الطريق إلى مديرية صرواح.
"تباب ومواقع على الطريق"
وكانت قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية بدعم من قوات الحالف،سيطرتا صباح اليوم الأحد على "تبة الدفاع" غربي مدينة مأرب، فيما تجري استعدادات واسعة لاقتحام "تبة ماهر" بعد إطباق الحصار عليها من الجهة الشمالية والجهة الجنوبية.
إلى ذلك قالت مصادر ميدانية في المقاومة لـ"مندب برس" أنها تقدمت يوم أمس السبت في جبل البلق الشمالي وسط هروب العشرات من الحوثيين وقوات صالح باتجاه صرواح، فيما سيطرت المقاومة في وقت سابق على جبلي البلق الأوسط والقبلي.
وأفادت ذات المصادر أن الجبهتين الغربية والجنوبية، شهدتا التحاما يوم أمس، مشيرة إلى أنه تم تطهير منطقة خط الأنبوب بالكامل.
وأشارت المصادر إلى أنه، تم تطهير منطقة أيدات الراء بشكل شبه كامل، فيما تجري الاستعدادات حاليا لشن هجوم على "تبة الطلعة الحمراء"، والتي تعد آخر معقل للحوثيين في الجبهة الغربية، (الجفينة)، حيث تؤكد المصادر الميدانية أنه فيما إذا تم السيطرة "على الطلعة الحمراء"، والتي هي الآن تحت نيران الجيش، فإن القوات المشتركة ستتمكن من وضع أول قدم لها في مديرية صرواح ، والتي تبعد عن صنعاء 125كيلو.
وكانت قوات الجيش والمقاومة بدعم من التحالف سيطرت في وقت سابق على منطقة سد مأرب التاريخي بالكامل، حيث تم رفع أعلام بعض الدول التحالف،عليه.
"آلاف الألغام"
وخلف الحوثيون خلفهم الآلاف من الألغام من مختلف الأشكال والأحجام، في المناطق التي انسحبوا وفروا منها تحت وقع المواجهات مع الجيش الوطني.
وفي السياق قالت مصادر لـ"مندب برس" أن قوات الجيش برفقة عدد من مهندسي الألغام فككت صباح اليوم الأحد، مئات الألغام ، على الخط العام، في الجبهة الغربية، كانت ميليشيا الحوثي وصالح، قد قامت بزراعتها، قبل فرارها من العديد من المواقع والتباب بذات الجبهة.
وأكدت المصادر: "أن نحو 600لغم تم تفكيكه صباح اليوم من أمام تبة "المصارية" والتباب المجاورة وخط ’’ صرواح ’’، لجأت ميليشيا الحوثي وصالح، إلى زراعتها، قبل تمكنها من الهروب مخلفة عددا من القتلى في صفوفها".
"تقدم متواضع"
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة مدعومة بقوات التحالف، بدأت العمليات البرية في مأرب في الـ13 من سبتمبر الفائت، ويقول خبراء ومراقبون أن التقدم الذي أحرزته القوات المشتركة إلى اليوم، بعد ما يقرب من نصف شهر من بدء انطلاق العمليات يعد بطيئا وغير كاف، مقارنة بما تملكه قوات التحالف من أسلحة نوعية ، وغطاء جوي حديث ونوعي.
وفي الجانب المقابل تعزو قوات التحالف والجيش الوطني، البطء في التقدم إلى قيام الحوثيين وقوات صالح، بزراعة مئات الألغام، في المواقع التي فروا منها، إضافة إلى طبيعة الأرض، حيث تمتد المواجهات على مساحات شاسعة جدا، تقدر بمئات الكيلو مترات.
"أرقام المعارك"
وتشير مصادر في المقاومة إلى أن العمليات أسفرت عن مقتل وإصابة وأسر المئات من الحوثيين وقوات صالح، في العديد من جبهات القتال، وكذا إحراق عشرات الآليات والمدرعات العسكرية، التابعة لهم.
وفي المقابل قتل وأصيب العشرات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كما قتل نحو 5 من قوات التحالف، وتحديدا من الجنود الإماراتيين،في تلك المعارك، إضافة إلى حرق وتدمير عدد من الآليات العسكرية والنوعية التابعة لقوات التحالف.
"قادة عسكريون على خطوط النار"
وظهر في تلك المواجهات قادة عسكريون في الجيش الوطني يتصدرون جبهات القتال، الأمامية، حيث شوهد رئيس أركان الجيش اللواء الركن محمد المقدشي، وهو يتفقد المواقع، كما شوهد رئيس المنطقة العسكرية الثالثة وهو يقاتل في الجبهة الغربية إلى جانب أفراد الجيش، وقد أصيب خلال إحدى المعارك بإصابات طفيفة، بينما قتل أحد أقاربه، وبعض مرافقيه.
كما تعرض قائد محور الجوف العميد عادل القميري، إلى حادث انفجار لغم أرضي أدى إلى مقتل نجله واثنين من مرافقيه، فيما أصيب القميري ذاته ،وذلك جبهة الجفينة، جنوب غرب مـأرب.
كما شارك في معارك تحرير مأرب، التي لا تزال مستمرة قادة عسكريون من قوات التحالف العربي، وفي مقدمتهم نائب قائد القوات البرية السعودية، فهد بن تركي، وكذلك نجل حاكم دبي، وقادة عسكريون آخرون.
وتقول مصادر ميدانية متطابقة في المقاومة، أن الاتجاه القادم لقوات الجيش هو الزحف باتجاه صرواح غربي، مأرب، قبل البدء في تطهير أي مديريات أخرى من مديريات المحافظة النفطية المهمة، والتي لازال الحوثيون يسيطرون، على أجزاء واسعة من المديريات التي تقع نحن سيطرتهم.