رأى مراقبون ومحللون للشأن اليمني، أن الانتصارات الأخيرة في مأرب وباب المندب تمهد الطريق نحو تحرير العاصمة صنعاء من الميليشيات.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان، إن استعادة مضيق باب المندب، وسيطرة الجيش والمقاومة الوطنية المدعومة من دول التحالف العربي له أكثر من أثر واقعي ودلالة رمزية، وذلك وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، اليوم الأحد.
وأضاف شمسان أن "السيطرة على الممر الحيوي رسالة للخارج قبل الداخل الذي وضع كثيراً من التحفظات على الحسم العسكري والتوجه نحو التسوية بغض النظر عن تحقيق الأهداف التي تأسس عليها تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية"، مشيراً إلى أن استعادة مضيق باب المندب يرفع من منسوب الثقة بالجيش والمقاومة الوطنية والتحالف العربي على حماية الملاحة الدولية، وهو ما يعطيها موقفاً تفاوضيا قوياً من خلال تقليل مخاطر الصراع.
ولفت شمسان إلى أن تحرير هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة يمِّهد الطريق لتطهير ما تبقى من مناطق في محافظة تعز الواقعة وسط البلاد، ويمكن لذلك أن يوقف نزيف الدم والدمار والفوضى التي جلبها الانقلابيون إلى المدن التي احتلوها سواء في الشمال أو الجنوب.
ويعتقد شمسان أن الهزائم الأخيرة للانقلابيين ستغير من مواقع القوى في فضاء الصراع العسكري والسياسي، علاوة على إضعاف معنويات الانقلابين وحليفتهم إيران التي راهنت على قدرتها على التحكم بالممر المائي الدولي وتهديد دول المنطقة من خلال ذلك.
ويقع باب المندب غرب البلاد، وهو البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وقد كان خلال العصور التاريخية سبباً للصراع الدولي بين القوى الاستعمارية الكبرى، خصوصاً فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، باعتباره مصدر تحكم بين الشرق والغرب.