تستعد محافظة ذمار هذه الأيام، لاستقبال عيد الأضحى المبارك، في ظل وضع معيشي صعب، مع استمرار تدهور كل مقومات الحياة البسيطة، وافتقار تام لأغلب الخدمات الأساسية، وأزمة حادة في أهم الاحتياجات الضرورية اللازمة لاستمرار الحياة فيها.

ارتفاع جنوني وأزمة غير مسبوقة

تعيش اغلب مديريات المحافظة أزمة خانقة في مادتي البنزين والغاز المنزلي، وتشهد ارتفاعاً هائلاً وجنونيا، وغير مسبوق في أسعارهما، متسببة بمعاناة إضافية لأبناء المحافظة جراء تفاقم هذه الأزمة المفتعلة، يوماً بعد آخر .

وجاء هذا الارتفاع الغير مسبوق في أسعار مادتي البنزين والغاز المنزلي، في ظل انعدام تام لها،في أسواقها الرسمية، وتنامي سريع وملحوظ لأسواقها السوداء بالمحافظة.

وقال عدد من أبناء محافظة ذمار، في تصريحات متعددة لـ"مندب برس" : بأن محافظة ذمار بعموم مديرياتها،تعيش هذه الأيام أزمة خانقة في مادتي البنزين، والغاز المنزلي، معتبرين بأن هذه الأزمة التي تشهدها محافظة ذمار، هذه الأيام هي الأسوأ على الإطلاق منذ سنوات.

وأوضح المواطنين، بأن هذا الارتفاع الجنوني في أسعار أغلب السلع في السوق بشكل عام، وأسعار البنزين والغاز بشكل خاص، تجاوزت الحد المعقول، مقارنة بأسعارها الرسمية المقرة من شركتي النفط والغاز .

وبينوا بأن الدبة البنزين حجم ( 20 لتراً )، تضاعف سعرها في الأسواق السوداء بعد أن خلت منها أسواقها الرسمية ووصل سعرها اليوم ،

 إلى 15 ألف ريال فما فوق ، أي بنسبة زيادة بلغت الـ 180% مقارنة بسعرها الرسمي المقدر بـ3000 ريال.

بينما وصل سعر دبة الغاز المنزلي -غير متوفرة - إلى 7000 ريال فأكثر بنسبة زيادة تجاوزت الـ300% ، مقارنة بالسعر الرسمي المقر من شركة الغاز اليمنية، والمقدر بـ 1500 ريال للدبة.

أسباب الأزمة

اتهم أبناء ذمار ،قيادات ميليشيا الحوثي بالمحافظة، بالتسبب بهذه الأزمة وافتعالها ، بإعدام مادتي البنزين والغاز المنزلي من محطات تعبئتها الرسمية و الخاصة ،وتوفيرها في أسواقها السوداء المملوكة لهم ، لتشهد هذه الاستراق في ظل حمايتهم تنامي سريع واتساع لرقعتها في معظم شوارع مدينة ذمار.

وأكدوا بأن تلك القيادات الحوثية، تقوم بحرمان أبناء ذمار ، من الحصة المخصصة لهم من المشتقات النفطية والغاز ،وتقوم ببيع تلك المخصصات في أسواقها  السوداء، لتحقق بهذه المتاجرة القذرة والغير مشروعة ، إرباحا طائلة وكسباً سريع ،على حساب معاناة الناس وآلامهم.

احتجاجات مناهضة

وبالتزامن مع استمرار تردي الأوضاع ، الذي تشهدها المحافظة على مختلف الأصعدة ، والغياب التام لكافة الخدمات الأساسية فيها ، وجه نشطاء سياسيون وحقوقيون من أبناء محافظة ذمار دعوة لكافة أبناء المحافظة بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم السياسية والعقائدية،إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه مليشيا الحوثي وصالح، ورفض هيمنتها على أبناء المحافظة.

وأهاب النشطاء، بكافة أبناء المحافظة، إلى المشاركة في فعاليات احتجاجية واسعة مناهضة لسياسة القوى الانقلابية، وإدارتها الفاشلة للمحافظة ، وللتعبير عن رفضها لكافة أشكال الهيمنة والوصاية التي تمارسها الميليشيا على المحافظة وأبنائها.

موجة نزوح كبيرة ووضع إنساني صعب

وخلال الأشهر الماضية، استقبلت محافظة ذمار، مئات الأسر النازحة من مناطق الحرب المستعرة في عدد من المحافظات المجاورة بحكم توسطها لتلك المحافظات .

بالإضافة إلى الهدوء النسبي من المواجهات المسلحة الذي تعيشه ،وقلة الغارات التي تشنها مقاتلات التحالف في المحافظة ، مقارنة  بالمحافظات الأخرى التي تشهد مواجهات.

ومع ازدياد حركة النزوح الكبيرة إلى محافظة ذمار، ازداد وضع المحافظة تدهورا، وتفاقم الوضع الإنساني فيها ، وتضاعفت معاناة أبنائها، والوافدين إليها.