بعد شهرين فقط من مكافحة مرض "حمى الضنك" إبان سيطرة جماعة الحوثي وقوات صالح على محافظة عدن، انتشر مرض "الرمد" الأشد منه وطأة، بمختلف مديريات محافظة عدن، مسجلاً أرقاماً مخيفة، مما استحال على الجهات المختصة سرعة السيطرة عليه بفعل طبيعة المرحلة الراهنة.
ما هو الرمد ؟
الرمد مرض (فيروسي_بكتيري) ينتقل بسرعة كبيرة عبر الاختلاط وهو سريع العدوى من شخص مصاب إلى أخر سليم ؛ فيصيب العينين بالالتهاب الحاد والاحمرار الزائد ويعمل على تشويش الرؤية ويسبب حكة شديدة إضافة إلى إفراز الدموع والأوساخ بشكل غزير.
ويعرف مرض الرمد طبياً بــ "التهاب الملتحمة" وهو عبارة عن التهاب غشاء الملتحمة الذي يبطن الجفون وجزاءً من مقلة العين ؛ وعمره الافتراضي لا يزيد على أسبوع واحد حسب تقديرات أخصائي جراحة العيون الدكتور عبدالغني الحرير لـ"مندب برس".
طرق الوقاية
يعيد الأطباء طرق الوقاية من الرمد إلى السلامة الصحية كونها خير وسيلة علاج ؛ والابتعاد عن أماكن النفايات ومكافحة الذباب والعمل على تغير الثياب وتغير الوسائد والأغطية بشكل يومي بالإضافة إلى عدم استخدام أدوات تجميل العين أو المناديل أو غيرها من الأغراض الشخصية الخاصة بالغير.
وإذا ما شعر الإنسان بألم في أحد عينيه يجب عليه سرعة استشارة الطبيب المختص وإعطائه الدواء الناجع.
الرمد ينتشر بسرعة الريح
"بفعل العلاقات الشخصية ينتقل مرض الرمد إلى الآخرين" هذا ما قاله دكتور العيون عبدالغني الحرير لـ"مندب برس" موضحاً ذلك بقوله "إن عيادتي استقبلت خلال أيام فقط أكثر من 75 عسكري _مصاب بالرمد_ من معسر الفتح بالتواهي" معللاً قوله " بأن الاختلاط هو البيئة الملائمة لانتشار المرض.
فيما يرى الدكتور نزار عبدالكريم رئيس فريق الهلال الأحمر القطري بعدن، متحدثا لـ"مندب برس"، قائلا: " أن النفايات المنتشرة بشوارع عدن هي السبب الرئيسي في انتشار المرض".
وأشار إلى أن الذباب هو العامل المساعد لنقل المرض مما زاد من انتشاره بشكل مخيف.
شبح الرمد يجتاح عدن
الشاب عمر أحمد يتحدث لــ"مندب برس" عن إصابته قائلا إن:" الرمد مرض مزعج وجعلني شخص غير مرغوب بي عند أقراني ؛ فيفرون مني خشية إصابتهم بالمرض".
في الوقت الذي يرتاد عشرات المصابين بالرمد، مجمع القطيع الطبي بمدينة كريتر _صبح مساء_ بشكل يومي وبالعشرات طلباً للعلاج.
ويقول أطباء المجمع الصحي لــ"مندب برس" أن الأيام القليلة الماضية استقبلنا عشرات الحالات من المصابين بالرمد وتم إعطائهم المضادات الحيوية والقطر.
ويتفق الطبيبان نزار والحرير "على أن الذباب والنفايات التي تتكدس بمختلف شوارع عدن حالياً بسبب غياب صندوق النظافة هما السبب الرئيسي في انتشار المرض إلا أن أطباء المجمع الصحي بالقطيع يضيفون "إشعاعات الحرب على أنه المسبب الرئيس بمرض الرمد".
ويأمل الأهالي بأن تتم عملية إزالة النفايات المكدسة بالشوارع بأسرع وقت خشية انتشار الأمراض ؛ فيما يتلكأ صندوق النظافة عن القيام بدوره ؛ وهذا ما جعل الكثير من المبادرات الشبابية _التطوعية_ تظهر للعيان وتقوم بدور رجال البلدية في تنظيف المدن من النفايات.