ظريف: دول المنطقة وليست طهران مطالبة بتغيير سياساتها كتب – شوقي محمود: إذا كانت إيران سعت من خلال إيفاد وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى دول المنطقة لطمأنة مجلس التعاون الخليجي حيال الاتفاق النووي الذي أبرمته قبل نحو أسبوعين مع الدول الكبرى, فإنها فشلت في مهمتها التي بالكاد بدأت, ذلك أن مواقف الوزير الإيراني من الكويت, المحطة الأولى في جولته الاقليمية, لا تبشر بالخير لأنها اعتمدت على تزوير الحقائق وقلب الوقائع, من دون إبداء أي مؤشرات على نية طهران تغيير سياساتها وأنشطتها المزعزعة للاستقرار, من لبنان مروراً بسورية والعراق وصولاً إلى البحرين واليمن. ففي مؤتمر صحافي عقده, أمس, قبيل اختتام زيارته الكويت ومغادرته إلى الدوحة ومنها لاحقاً إلى بغداد, رد ظريف على ما كشفته البحرين عن إحباط تهريب أسلحة ومتفجرات آتية من إيران عبر البحر بالقول “للأسف إن ذلك جاء للحيلولة دون التعاون, والتوقيت هو خير دليل, ولا أدري لماذا بعض الدول تقلق من التخفيف وحل الأزمات”, متناسياً أن وزارة الداخلية البحرينية كشفت بالوقائع تفاصيل شحنة الأسلحة والمتفجرات المضبوطة, ونشرت أسماء وصور المعتقلين المتورطين الذين أقروا بتلقيهم تدريبات في إيران وبارتباطهم ب¯”الحرس الثوري”. وعن زيارته الكويت في ظل التوتر الإيراني – البحريني واستدعاء المنامة سفيرها في طهران للتشاور, قال ظريف “لقد قمنا بهذه الزيارة للإعلان عن ضرورة التعاون ونعتقد أن كل الدول في المنطقة بحاجة إلى رؤية مستقبلية جديدة”. واضاف “نهدف من هذه الجولة إلى تمتين العلاقات مع دول الجوار, حيث توجد مصالح مشتركة ولابد من الاستفادة منها لمواجهة التحديات, واختيار الكويت جاء للإعلان عن المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية لإيران الحريصة على حسن الجوار والتعاون, ولابد من الاستفادة من المصالح المشتركة بين بلدان المنطقة ومواجهة الأخطار والتحديات في ظل وجود أواصر مشتركة أكثر من الاشياء التي يمكن ان تفرق, كما أن الخطر يهدد الجميع وليس دولة واحدة فقط”. وحاول الوزير الايراني العزف على أوتار الماضي بقوله إن “الجمهورية الاسلامية الايرانية بغض النظر عن السياسات الخطأ لبعض الجيران سابقاً في ما يتعلق بدعم صدام حسين, فإنها مستعدة وبرحابة صدر للتعاون مع كل دولة جارة في المنطقة”. ورداً على سؤال بشأن مدى استعداد إيران لتغيير سياساتها الخارجية تجاه دول المنطقة, زعم ظريف أن “الذي تحتاج إليه المنطقة ليس تغيير السياسة الايرانية بل تغيير بعض الدول سياستها التي تريد الصراع والحرب في المنطقة”, مضيفاً “نحن لم ندعم حرباً دامت 8 سنوات كانت مفروضة علينا, ولكن دعمنا الشعوب والحكومات في هذه المنطقة, ولم نقل في يوم من الايام إن هذه الدول كانت تدعم صدام ولكن قمنا بإدانته والتعاون مع الدولة التي تم الهجوم عليها, واستضفنا الكثير من مواطني هذه الدول وكانت إيران ملاذاً لهم وهم ضيوف عليها”. وبعد محاولته تزوير المعطيات والحقائق التي تؤكد أن السياسات الايرانية في المنطقة تهدد الأمن والاستقرار, أعلن ظريف أن بلاده “تمد يدها لدول المنطقة, لكن لابد أن تتوافر إرادة مشتركة كما هو الحال لدى المسؤولين الكويتيين, ونتمنى أن تتوافر لدى جميع دول المنطقة حتى يمكن التعاون لمواجهة التحديات والأخطار والتطرف والإرهاب والطائفية, إذ لا يمكن لأحد في المنطقة أن يلغي أي دولة أخرى”. وبشأن ما تريده بلاده من اليمن حيث تدعم المتمردين الحوثيين, قال الوزير الإيراني “نريد حكومة قائمة على ارادة الشعوب وعدم فرض الاجانب عليها, ووقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية, وتبني الحوار الوطني بين اليمنيين من دون تدخل اطراف اخرى, وتشكيل حكومة شاملة تضم جميع الاطراف اليمنية ولها علاقات طبية مع الجيران”. واضاف “نحن نقدم كل المساعدات الى اليمن ولكن للأسف هناك بعض الجيران لا ينظرون إلى اليمن بهذه النظرة”, على حد قوله
إيران تطمئن الخليج بتزوير الحقائق
(مندب برس - السياسة)