شهد أسواق العاصمة الصومالية "مقديشو"، حركة شرائية واسعة، يقول التجار إنها تعوض فترة ركود، عانت منها أسواق البلاد طيلة الأشهر الثلاثة الماضية.
واستعدادًا لاستقبال عيد الفطر، استقبل سوق "حمروين"، ثاني أكبر أسواق مقديشو، آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، لشراء المستلزمات، بينما يستغل التجار فترة العيد لرفع الأسعار وتحقيق مكاسب مالية مضاعفة، غير آبهين بسوء الحالة المادية للمواطنين، وضعف القوة الشرائية.
فيما تبدأ التحضيرات لاستقبال العيد، وتنتشر المعروضات على طول السوق وعرضه، ويتنقل المتسوقون الجائلون من محل لآخر، بحثًا عمّا يناسبهم، خاصة وأن غياب التسعيرة الحكومية جعل من مسألة انضباط الأسعار، مطلبًا عصي المنال.
يقول "عبد الله يوسف"، تاجر ملابس للأناضول، إن السوق يشهد إقبالًا كبيرًا من قبل المتسوقين، إلا أن القليل منهم فقط يستطيع شراء لوازم العيد، بينما يتجول الآخرون بين المحلات ويساومون الباعة، مشيرًا إلى أن مشكلة غلاء الأسعار سببها "جشع تجار الجملة".
وأردف قائلًا: "قبل العيد بيومين، سنجد أنفسنا مضطرين لبيع الملابس بثمن بخس، لأن السوق يواجه حالة من الركود". فيما أرجع التجار أسباب رفع الأسعار، إلى زيادة الطلب وقلة كمية العرض في الأسواق، أما المواطنون، فعزوا تلك الزيادة إلى غياب أجهزة الرقابة الحكومية، وجشع التجار.
"فاطمة شيخ عبدي"، أم لأربعة بنات، اضطرت أخيرًا لأخذ قسطٍ من الراحة، أمام محل صغير، بعد أن تجولت في السوق نحو ساعتين، ولم تجد شيئاً تستطيع شرائه، بسبب ضعف قدرتها الشرائية، تقول للأناضول بصوت يغلبه التعب.. إن الأسعار هنا باهظة جدًا، وتفوق طاقتنا، ونخشى أن استمرار الحال على ما هو عليه الآن، سيمنع أطفالنا من بهجة العيد والاحتفال به.
وأضافت فاطمة الجالسة وسط بناتها الأربعة، إنها مضطرة للعودة إلى منزلها، لأن المصاريف التي خصصت لشراء مستلزمات عيالها، لا تساوي سوى كسوة اثنين منهن.
إن التفاوت في الأسعار بين المحال التجارية، تفقد المواطنين ثقتهم بالسعر الحقيقي للمستلزمات، وهو مايدفعهم إلى التنقل بينها، وإلى مساومة الباعة قبل اتخاذ القرار بالشراء.
أما "يوسف أبوكر"، فوصف للأناضول، وضع الأسعار بـ "الجنونية"، وقال أنه استلف مبلغًا من المال لتوفير ما يجتاج إليه هو وأولاده الستة من مستلزمات العيد، مشيرًا إلى أن الأسعار الجنونية في الأسواق، دفعته إلى الاعتماد على الاقتراض من أصدقائه، وأن مستلزمات العيد غالية كما أن حلول المناسبة في منتصف شهر تمّوز/ يوليو، يشكل عبئًا آخر على الأسر التي تعتمد على المرتبات الشهرية.
وأكد يوسف أن سعر السوق، يناسب ميسوري الحال فقط، ويحرم الفقراء والبسطاء من المشاركة في الاحتفال بمناسبة العيد، آملًا بانخفاض سعر مستلزمات العيد خلال الأيام المقبلة، "رحمة بالضعفاء والبسطاء".
أما "آمنة نور"، فلديها طريقة خاصة لضمان مستلزمات عيد الفطر لأولادها الخمسة، دون أن تشعر بعناء المساومة والتجوال في أزقة السوق المزدحمة.
وقالت آمنة ساردةً سر طريقتها الخاصة قبل شهر من شهر رمضان المبارك، أجمع ما لدي من الأموال، وعند بداية شهر رمضان، أنزل إلى السوق واشتري جميع احتياجات أولادي من الملابس بسعر معقول، تفاديًا لارتفاع الأسعار مع اقتراب فترة العيد، لكثرة الطلب من قبل المواطنين، الأمر الذي يجعل الأسعار لا تناسب قدرتنا الشرائية.
ولم تقتصر الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر على أسواق الملابس فحسب، بل إن أسواق البسكويت والحلويات تحظى بنصيبها من إقبال المتسوقين، حيث يزداد الإقبال ككل عام خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان