أحمد عثمان
على طريقة تجدد فن الإدارة ورفع الكفاءة والإنتاج ،قرأت خبراً ظريفاً في إحدى المدن المتطورة ،حيث قام مشرفو أحد الفنادق بابتكار آلية لتبادل الأدوار بين الموظفين ولتدريب الجميع على مراحل العمل المختلفة تحت شعار «احذو حذوك» حيث أصبح المدير حمالاً والطباخ مديراً،أما مديرة المبيعات فاختارت أن تكون في خدمة الغرف وارتدى فريق التنفيذ ملابس الحمالين وبدلات الطهاة من اجل اكتساب مزيد من الخبرات وفهم التحديات وأخذ فرصة لفهم المهمات اليومية..تصوروا المدراء والكبار عندما يتقنون الوظائف الصغيرة ما الذي سيحدث ؟ لاشك سيحدث تطور في كل المجالات فأولاً القرارات ستكون صائبة مش «هباش» ورجم بالغيب ..كثير من المدراء يعملون على طريقة «جاء يكحلها وعماها» ليس لشيء إلا لأنهم عديمو خبرة بتحديات وتفاصيل هذه الوظائف ولهذا يتجه كثير من المدراء الى الفشل، وهروبا من هذا الفشل وتغطية عليه يختلقون قضايا ومشاكل ويضخمونها للهروب من مواجهة جهلهم ،بينما لو وجدت دراية لحلت %90 من المشاكل اليومية ولسهل تحديد الناجحين والفاشلين وتحديد المشاكل بدقة ولغاب الابتزاز والانتهازية في المؤسسات والمرافق الحكومية ..للعلم كثير من المدراء الذين تعينوا عادة بالقربى أو الرشوة ودعوة الوالدين يتحولون الى أسرى بأيدي موظف قديم يجيد التحكم بالتفاصيل ويملك نفسية انتهازية فيخرب كل شيء..هذا إضافة إلى النتائج النفسية والأخلاقية،فهذا النزول سيشعر الجميع بأنهم إخوة وفريق واحد ومتكاملون ولا توجد طبقات ،وهو أمر نفسي مهم ينعكس على الإنتاج والعمل والألفة إضافة إلى أن الكثير من الذين يغترون بالمظاهر ويعتبرون المسؤولية نخيطاً يزول منهم الغرور والكبر ويكسبون أخلاقاً عظيمة من التواضع الذي سيصب في حالة النجاح العام والخاص ورفع الإنتاج والكفاءة الإدارية والقيادية.
يتعامل العالم مع الإدارة كفن يهدف إلى رفع الإنتاج والنجاح الذي يدفع بعجلة التنمية ومحاربة الفساد وهم لهذا لا يتخشبون في قوالب بعينها وإنما يبحثون عن كل ما يؤدي إلى رفع الإنتاج وشحذ همم الموظفين وتهيئة نفسيتهم ..في إحدى دول «العجم» طبعاً..تم اعتماد خطة لزيادة الإنتاج تمثلت في اعتماد «القيلولة» أي السماح للموظفين بالنوم لمدة ساعة بعد الظهر في مكاتبهم يعني رفع الإنتاج بالنوم..ولا توجد وسيلة محددة المهم الابداع في رفع الإنتاج ..نحن عندنا لايوجد تصور للإنتاج والموظف بالعادة لا يتوظف بطريقة صحيحة وانما يشتري الوظيفة بالمال أو القرابة ليهبر له ما استطاع ،يعني الناس تتعامل مع الوظيفة كأداة إنتاج وأمانة ،ونحن نتعامل معها كــ «فيد» كل الدنيا «فيد»
أنا الآن أتحدث وكأننا بدولة ومؤسسات،متناسياً أن البلاد كلها تحولت إلى «فيد» وأن الدولة في مهب الفشل ومع أن الناس والعالم تصرخ وتصيح بأن اليمن تكاد تتحول إلى دولة فاشلة لو استمر تغيب الدولة ونحن الوحيدون نخزن ونضحك على هؤلاء السخفان وكأننا لانفهم إلا عندما يقع الفأس بالرأس وتتدهور الأمور وعندما يتجه الموظفون لمكاتب البريد لاستلام الراتب ويجدونه مغلقاً بإرادة الفوضى وكل واحد يدوّر له بعدها «طحين» لكي يعمل «لحوح» أو يعصد لأولاده... لكنهم هنا أيضاً سيتفاجأون بالمثل القديم «مابش حب قله لحي».
*الجمهورية نت