لم يتصدر العميد للتضحية من أجل المشير والفريق ولو كان كذلك لكان قائدا لحراسة أحدهما ولكنه نسرٌسبئي جمهوري وحارس أمين على ثغر من أطهر ثغور الجمهورية .
لم يكن هذا النسر الجمهوري مختصا في مجال واحد أو ألزم نفسه بمهمة واحدة وإنما حاز المجد من أطرافه وأكاديمي من الطراز الأول فمن الجو كخريج كلية الطيران إلى البر متنقلا في مناصب عسكرية وأمنيه وماتقلد منصبا إلا ونال شرف أداء الواجب .
رجل دولة بكل ماتعنيه الكلمة برع في إيجاد مؤسسة أمنية بقوة مؤهلة وضاربة رغم شحة الإمكانات وفي أحلك الظروف والأخطار وفي زمن قياسي وماذُكر الأمن إلا مقترنا بـ ( أبي محمد ) ولئن سلك أبامحمد واديا سلك الخوف والإرهاب واديا آخر فكان بحق أمينا على الأرض والإنسان في بقعة يأتيها الموت والخوف من كل مكان .
من جبال حجة الشامخةحملت الأقدار العميد عبدالغني طودا شامخا وحطت به على أرض سبأ يطاول جبال البلق وهيلان ويجاوزها شموخا وأنفا وصلابة تتلاشى عند سفوحه ريح الدمار السلالي وتتحطم عند قدميه معاول الهدم العنصري و ليَبرز كعمود من أعمدة معبد العرش السبئي مُبرزا عراقة التاريخ ومهابة الحاضر الجمهوري ولو قدِر لنبي الله سليمان عليه السلام أن يرسل هدهده لأرضٍ لأعاد إرساله لمارب يثني عليها وعلى حامي عرشها الجمهوري العميد الأبي عبدالغني .
إن عظمة القائد تتجلى من عظمة غايته وسموه هدفه ونبل مقصده فكان أبا محمد عظيما يحمل كاريزما آسرة وسجايا نبيلة وشكيمة لاتلين فلم يحصر واجبه الوطني في مارب وضواحيها وإنما خاض غمار حرب الدفاع عن الأرض والعرض في الفرضة وهيلان والبلق وحيثما استدعاه الواجب .
رُقيا مشرِفا أبا محمد بعد مجدٍ وسؤددا وعزاؤنا فيك أن رحم الجمهورية ولادةُ الأبطال من يمضون على دربك وينضون الحساما ويتناقلون حمل اللواء من بعدك حتى تعود دولة النظام الجمهوري وقد أزهقت روح التسلط السلالي ال ح و ثي الفارسي وقذفت تلك السلالة العنصرية إلى مهاوي الردى وقعر الخسران . تقبلك الله في عليين مع النبيين