يرتبطُ الانسان بتواريخ عديدة.. منها تواريخ شخصية وأخرى عامة، تواريخ تسعِدُنا وننتظر تكرارَها كالأطفال ، وتواريخ نفاخرُ بها الدنيا ، منجزات و مكتسبات ونجاحات، ومنها تواريخٌ تؤلمُنا و تُحرجُنا و تُبكينا .
وكذلك الأوطان ترتبطُ بتواريخ نصرٍ وهزيمة، استعمارٍ واستقلال، تواريخ بهيجة وأخرى كارثية، تواريخ غيّرت رسم الخرائط ، وغيّرت أنظمة وقوانين .
أما تاريخ ٢١ سبتمبر بالنسبة لليمن الحبيب، فهو تاريخ يبتعد كل البعد عن كل مفردات الوطنية والمواطنة والحداثة والعصرنة والتطور وقبول الآخر، تاريخ اليوم حوّل مفاهيم العنصرية والسلالية والإمامية و #الطائفية والتخلف وتكميم الأفواه إلى واقعٍ معاشٍ، يحرّكَهُ إرهابيون، جلّادون ، كارهون ، حاقدون، تابعون لأجنداتٍ إيرانية تمنحهم البقاء والاستمرار ،تحرّكهم كيفما ومتى شاءت ..
مازال في جعبة اللغة والمفردات والكلمات الكثير ليصف واقع هذا التاريخ وأتباعه . اليمن عانى من بعض التواريخ،، وكل ما أوشكت تنفرج ينقضُّ بعض العاقّين من أبنائه على تلك الإنفراجة و يعيدون اليمن الى ذيل قائمة التطور والحداثة... عاش اليمن حروبا تخللها هُدنٌ من السلام ومازال ...
يحتاج اليمن إلى قائدٍ طبيب وطني عصري مدني علماني ماهرٌ يغضب من أجل اليمن غضب رجل واعٍ ومسؤول لينقذه ويشفيه من كل جراحاته .
يحتاج اليمن إلى رجلٍ غيورٍ يجتثُّ ما أصابه من فرقةٍ وتشرذمٍ وتفكّكٍ في عرى المحبة والتكافل الاجتماعي التي كانت من أهم سمات المجتمع اليمني، يحتاج اليمن إلى رجلٍ ديناميكي يمكنه من اللحاق بالزمن ليبدأ من حيث انتهى الآخرون ..
يحتاج اليمن إلى وطني فنان يعيد رسم اليمن ويجعله لوحة فنية جميلة تطابق اسمه في التاريخ (اليمن السعيد). يحتاج اليمن رجلا وطنيا يلتف حوله قيادة وطنية متخمة بالنزاهة والشرف والشعور بالمسؤولية، لا يغريها الفساد مهما بدا جذابا ، تُبعد عن ذاك الرجل طيف الفشل أو الهزيمة أو التراجع ... قيادة تدعمه و تسنده وتقويه..
الرجل موجود فالشرفاء والوطنيون اليمنيون كُثر ، يحتاج فقط ذاك الرجل أن يدعوا كل من مُنِح أو مَنَح لنفسه لقب قائد أو زعيم أو رئيس أو شيخ أو سيّد من شمال اليمن إلى جنوبه، الى نزهة على متن قارب يُقلُّهم إلى جزيرة نائيةٍ جدا ، حيناً من الوقت ، لا تواصل ولا اتصال بينهم وبين اليمن ...