الضالع مجدداً تصنع التاريخ...
وكما تنهمر السيول من قممها الشاهقة ينسكب التاريخ هادراً من أفقها البهي...
هيأ الحوثيون أنفسهم خلال الأسابيع الماضية للوصول مجدداً إلى أرض الثوار...
وتهامسوا عن العودة إلى عدن...
لكنها الضالع...
الأرض التي شهدت هدير أصوات الثائرين وهم ينتقلون من الجنوب شمالاً لزلزلة عرش الكهنوت، وعبورهم جنوباً لمقارعة تاج البريطانيين.
واليوم يتكرر المشهد وتتكرر الدروس، ويعود التاريخ كما بدأ...
فما لهؤلاء لا يفقهون؟!
كلما لقنت الضالع كهنة الخرافات القروسطية درساً نسوه...
واليوم لقتنتهم الضالع درسها العظيم...
الدرس الذي جعلهم يظهرون تلاميذ صغاراً في مدرسة الرجال، ويفرون من هذه الأرض الطيبة التي أبوا أن يتعلموا دروسها...
لو قرأ الحوثيون تاريخ الضالع لتجنبوها، لكنه الجهل والغرور والحماقة دفعت بهم إلى مصارع العشرات في شعاب ووديان تلك الأرض المباركة هذا اليوم...
الضالع تنتقم لأختها حجور، تنتقم لريمة والعود وكل أرض عاث فيه كهنة السراديب فساداً...
الضالع أرض اختارتها الجغرافيا لتلقين الأغبياء دروس التاريخ...