ابتداء لابد من الإقرار بأنّ الأمم الجادة تستمر في الإنتاج والبناء في زمن السلم وفي زمن الحرب, صحيح أنّ الحرب تعيق الكثير من عمليات التنمية والابداع وتبتلع الكثير من الموارد البشرية والمالية المطلوبة بإلحاح لعمليات البناء والتنمية, لكنّ هذا لا يمنعها من مواصلة البناء والإعمار.
وأعرف أنّ منطقتنا العربية اليوم مليئة بمشاريع الحروب والفتن والانقلابات وعدم الاستقرار, لكنّ بالرغم من ذلك كله علينا الا نفقد الثقة بأنفسنا وأن نعقد الأمل بشبابنا القادر على بناء مستقبل واعد وخلاّق لهذه الأمة اتي تستحق كل خير.
وفي هذه الإطلالة السريعة على وادي السليكون بكاليفورنيا بأمريكا حيث الشركات العملاقة في مجال صناعة البرمجيات والرقائق الرقمية الحاسوبية مثل إنتل وآي بي إم ومايكروسوفت صاحبة محرك البحث الشهير جوجل وموتورولا وشركات مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها, استطاعت أن توظف الكثير من أبناء عالم الدول النامية فكان لهم مساهمات وانجازات إبداعية رائدة.
وودت تقديم صورة لأبنائنا الشباب عن مجموعة من الموهوبين الهنود أعمارهم لم تتجاوز العشرينات استطاعوا ان يساهموا مساهمات خلاّقة وإبداعية في وادي السليكون وتركوا بصمات واضحة وقاموا بإعداد الكثير من البرمجيات التي أعادت تشكيل سلوكيات البشرية على نحو فعّال ومؤثر.
هذه الإطلالة ليست دعاية للهنود فلا يوجد عندي ما يدعوني الى ذلك ولا الهنود بحاجة الى إطراءي ولكنّها دعوة لشبابنا لكي يستلهموا الدروس والعبر لكي تشحذ الهمم وتستفز الطاقات للإقلاع الحضاري فقد سبقتنا الكثير من الأمم في مسيرة البشرية الطموحة نحو الغايات والطموحات والرغبة في العيش الكريم.
ساتيا ناتيلا
تم تعيين المهندس الهندي ساتيا ناتيلا مديرا تنفيذيا لشركة مايكروسوفت الامريكية التي يملكها
بيل جيتس بدلا عن مديرها السابق ستيف بالمر في فبراير 2014م.
ومنذ بداية السبعينات والى الثمانينات من القرن الماضي والتي شهدت موجات من الخريجين الموهوبين الهنود يلغون الحواجز ويقتحمون عالم وادي السليكون وقد احتلوا مواقع قيادية متقدمة واحدثوا عدة اختراقات في عالم التقنية والحواسيب والمعلومات متعددة الوسائط.
لقد دفعت مايكروسوفت بساتيا ناتيلا ليكون في المقدمة وهو بلا منازع أحد الهنود الذين أحدثوا طفرات في صناعة تقنية المعلومات.
سوند بيتشاي
المهندس بيتشاي المولد في الهند عام 1972 والمتخرج من معهد علوم التقنية ومن ثم قام بتحضير شهادتي ماجستير من كل من جامعة ستانفورد وجامعة بنسلفانيا الامريكيتين في الهندسة الكهربائية. التحق بشركة جوجل عام 2004.
وفي شركة جوجل قاد فريق المبرمجين وساهم في إحداث طفرات في برنامج المتصفح الشهير جوجل كروم وجوجل أو إس وجوجل درايف وبرنامج جوجل للبريد الالكتروني الجي ميل وخرائط جوجل (جوجل ماب) وهو الذي دشّن الإعلان عن بداية جوجل في تقديم خدمات المصادر المفتوحة في التراسل بالصوت والصورة – خدمات مصادر الفيديو المفتوحة لجوجل- في عام 2010م.
ولما غادر آندي روبن أبو برنامج الاندرويود مهمّة الإشراف على هذا البرنامج لينتقل الى برنامج جوجل الخاص بالإنسان الآلي عام 2013م, تولى بيتشاي مهمة الإشراف على تطوير برنامج الاندرويود الخاص بتشغيل أجهزة الهواتف الذكية المتنقلة (الموبايل).
وبيتشاي أحد المنافسين الأقوياء والذي ربما يحل محل ساتيا ناتيلا في إدارة شركة مايكروسوفت, وهو أحد مهندسي محرك البحث الشهير جوجل كروم و يشرف اليوم على تطويره وتحديثه وله اسهامات رائدة في تطوير البرامج الخاصة بتطبيقات تشغيل الأجهزة الذكية مثل أندرويود التطبيق الذي يقوم بتشغيل الأجهزة الذكية في أي فون الأمريكية وسامسونج الكورية الجنوبية وغيرها من الأجهزة الذكية وكذلك له إسهامات في تطوير برنامج واتس اب.
أجاي بات
أجاي بات المولود في سنة 1957 في إحدى المقاطعات الهندية يعد أحد الرواد الهنود الذين تتغنى بهم تقنية المعلومات وهو أحد مصممي الحاسب الأمريكي أبو المنفذ المعروف اختصارا باليو إس بي, واليوم لا يوجد أحد لا يستخدم هذه المنفذ بطريقة أو بأخرى ولا غنى عنه في الكثير من تطبيقات الحاسوب الخاصة بتقنية المعلومات.
بعد حصوله على درجة الماجستير من جامعة المدينة بنيويورك عام 1990م, التحق مباشرة بشركة إنتل الخاصة بتطوير وإنتاج الشرائح والمعالجات الحاسوبية الدقيقة ذات القدرة والسرعة العالية,
وبسرعة مذهلة أصبح أحد أعمدة شركة إنتل وكانت له إسهامات جوهرية في تطوير التصميمات الحديثة للحاسوب المحمول (اللاب توب) وكل تلك الإسهامات تمّت بعد اختراعه للمنفذ الحاسوبي اليو إس بي, وقد تبين أنّه سجّل 31 براءة اختراع في مجال الحاسوب وتقنيات المعلومات والاتصال في أمريكا.
أجات باي ساهم مساهمة رئيسية في اختراع المنافذ الحاسوبية فائقة السرعة, تلك التقنية التي اتاحت فيما بعد لأساسيات التواصل الشبكي ولغات التحادث وتبادل المعطيات الرقمية بين الحواسيب وهذا الإنجاز التقني أهّله لنيل جائرة التميز عام 2002م من إنتل.
وفي عام 2009م تم تسليط الأضواء علي أجات باي باعتباره نجم صخرة إنتل وأصبحت إنجازاته في عالم التقنية الرقمية تغطيها الكثير من وسائل الإعلام المختلفة.
واليوم ونحن في عام 2017م, ذكر موقع "بزنس إنسايدر"، إن شركة "إنتل" الأميركية المختصة في صناعة المعالجات والرقائق الإلكترونية، ستتجه الى إحداث تغيير لافت في تقنية المنفذ ألف والذي أعتاد مستخدمو الحواسيب والأجهزة الالكترونية على استخدامه عبر منفذ ألف من خلال تعويض منفذ يو بي إس والذي ألفناه منذ العام 1996م بمنفذ أقل حجما لكنّه اكثر سرعة وهو منفذ سي وسيجري تعميمه على كافة الحواسيب والأجهزة الالكترونية الأخرى.
وبحسب المصدر، فإن التغيير المرتقب، خلال العام المقبل2018م ، سيتيح سرعة أعلى في نقل البيانات بين الأجهزة الإلكترونية والـ"يو إس بي"، إذ يسمح بنقل 40 غيغابيت من البيانات في الثانية الواحدة، بينما لا ينقل المفتاح الحالي سوى 10 جيغا بايت.
وتبعا لذلك فإن منفذ الـ"يو إس بي" الجديد، الذي ما يزال استخدامه في الوقت الحالي مقتصرا على أجهزة "الماك بوك" الحديثة، أسرع بأربع مرات إذا ما قورن بمنفذ يو بي إس السابق.