ست سنوات مرت على مذبحة جمعة الكرامة، ومازالت دماء اليمنيين تسفك حتى الآن من قبل مليشيات الطاغية وحلفائه الإماميين في أرجاء الوطن المقبرة.
تعد جمعة الكرامة مذبحة مرعبة، وبداية الفصل قبل الأخير من المأساة اليمنية، والتي أزهق فيها قناصة الطاغية أرواح عشرات من شباب الثورة جنوب ساحة التغيير وسط صنعاء.
صعدت أرواح الثائرين إلى خالقها، وهوت دمائهم بعصابة المخلوع بعد ثلاثة عقود ونيف من حكمهم البلد بنار القتل والغدر، و ماتزال شعلة الثورة الجمهورية متقدة، وتضيق خناقها على إنقلاب الطاغية والإمامة.
لقد فشل المخلوع في وقف عجلة التغيير رغم ما ارتكبته مليشياته من المذابح البشعة بحق شباب الثورة في كافة الساحات على إمتداد التراب اليمني، وسينهزم أمام إرادة الجمهورية.
بعد فشله في إيقاف التغيير خلال ربيع الثورة الفبرايرية، تحالف المخلوع مع جماعة الحوثي الإمامية، وأنقلب على النظام الجمهوري، وأشعل حربه الإنتقامية في البلد، ولم يتوقف حتى اللحظة عن سفك الدماء.
قبل أسبوعين أطل المخلوع بحقده المعهود موجها جحافله الإجرامية بقنص المدنيين وقوات الجيش الوطني في تعز، بقوله "دقوهم"، وبهذا ذكرنا بتوجيهاته لقناصته وبلاطجته لقتل شباب الثورة السلمية.
بعد سته أعوم من جرائم حربه بحق المدنيين والعسكريين اليمنيين يؤكد المخلوع بأنه السفاح الأول في البلد الذبيح، ولكأنه مدركا حتمية سقوطه الأخير في شراك آخر حروبه على إرادة الشعب.
كان المخلوع وحلفيه الحوثي يعتقدان نهاية عام 2014 بأنهم قد أسقطوا الثورة والجمهورية، ولكن إرادة شعب اليمن بددت أوهامهم، وانطلقت نار المقاومة من وسط عاصمة الثورة السلمية تعز، وعمت البلاد.
وهب التحالف العربي بطلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي إلى اليمن لإنقاذ الشعب اليمني من إجرام مليشيات الإنقلاب، وهذا لم يكن في حسبان طاغية أتقن خداع دول الجوار، واستعان بهم طيلة سنوات حكمه.
وبعد عامين من معارك التحرير تغيرت موزاين المعركة لصالح الحكومة الشرعية، وتقف قوات الجمهورية على أبواب صنعاء المحتلة من قبل أوباش الإمامة، و قريباً، سيسقط الإنقلاب في عقر داره.
معركة الشعب اليمني واحدة رغم كل تعقيدات المرحلة، والعدو لم يتغير من جمعة الكرامة حتى اليوم، والسفاح الذي يحاصر المدن ويقتل الأبرياء بات محاصرا في قبو جنوب صنعاء المحتلة.
لقد اقتربت نهاية الطاغية بعد ست سنوات من عمر الثورة السلمية وعامين على الكفاح الشعبي ضد إنقلابه الدموي، وسيدفع كافة المجرمين ثمن جرائم حربهم بحق اليمنيين.