منذ أول يوم للمعركة في اليمن، قلت بتردد ووضوح أني مع الحسم ولو كان بيد الشيطان! الكثير أنتقدني حينها على هذا الرأي المتطرف، ولكني اجد اليوم الكثير من ابناء وطني يوافقونني هذا الرأي وخصوصا الذين لا يجدون قوت يومهم بسب الحرب. مازلت مع فكرة الحسم الشيطاني، ولكن الشياطين من كلا المعسكرين على ما يبدو لا يريدون الحسم . فلماذا الحسم وشوالات الريال السعودي والسلاح الايراني تملئ بيوتهم! والاسواق السوداء تنتعش بشكل سحري في كل محافظات اليمن وبشكل يصعب تفسيرة وفقا لنظريات الاقتصاد! لهذا فالسلام وبأي ثمن هو الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب وبالتأكيد سيقطع رزق الشياطين وسيحجمهم، فالاسماك تموت خارج الماء ، وكذا ينقرض من شعارة الموت في ظل اي استقرار سياسي حتى لو كان هشا. ومع زيادة قناعاتي باستحالة الحسم العسكري للأسباب المذكوره، فالسلام لا غيره هو سلاح عامة الشعب لإنهاء معاناتهم.
يوافقني حتى من الشياطين المتصارعين ان مهمة المبعوث الدولي الحالي ولد الشيخ باءت بالفشل رغم محاولاته الحثيثة ومجهوده المشكور عليه. وبما ان اصوات المؤثريين في الشأن السياسي اليمني ترتفع اليوم منادية بتغيير المبعوث الدولي، فنقترح للمعنيين ان يكون البديل هو المبعوث الدولي السابق الفيرو دي سوتو، والذي التقيت به على هامش منتدى حركات التحرر العالمية في برلين والذي دُعينا له من قبل الاصدقاء الالمان في مؤسسة برجهوف قبل شهرين، والذي شاركنا فيه انا والعزيز المحامي صالح النود كأعضاء لفريق جنوب اليمن.
الفيرو دي سوتو (Álvaro de Soto) هو من قاد عملية السلام في السلفادور عام 1991، وقد انهت جهودة عقود من الحروب الداخلية هناك. ساهم ايضا في مباحثات السلام الفلسطينية في 2005، وانتقد في تقريره الشهير إسرائيل واوروبا لحصار حماس بعد فوزها في انتخابات ديموقراطيه. شخصيا تفاجأت بمدى إلمام الرجل بالشأن اليمني، ومفهومه حول حل القضية الجنوبية الذي يرى انه يجب ان يتم عبر مبادرة اممية وبشكل يراعي خصوصية الداخل اليمني.
ارشح هذا الرجل وبشدة لأخذ مكان ولد الشيخ، او أي شخص اخر بمستواه، ومتأكد اننا في اليمن نحتاج لرجل صاحب فهم عميق وخبرة كوسيط دولي، فقد اثبت معيار "اتقان اللغة العربية" و من "اصول عربية" فشلا ذريعا وبشكل متوالي! وتجريب المجرب خطأ.
*نقلاً عن الملعب