لم يتأخر المخلوع علي صالح وجماعة الحوثي في إدانة جريمة اغتيال سفير روسيا في تركيا أمس الإثنين، بعد فشل محاولاتهم جلب التدخل الروسي لإنقاذهم من وحل حربهم ضد دولة وإنسان اليمن.
اغتيال السفير أندريه كارلوف جريمة مدانة وقذرة، وموقف روسيا يؤكد إدراكهم إبعاد الجريمة، وقطعت موسكو الطريق على محاولات استغلالها من قبل أطراف الصراع في الإقليمي، وليس آخرهم، صالح والحوثي.
يبحث صالح والحوثي عن تدخل روسي رغم معرفتهم موقف موسكو منهم، وينتظرون من الرئيس فلاديمير بوتين إعلان النكف مع إنقلابهم، ولكأنه أحد مشائخ قبيلة حاشد لكي يدفع بقواته إلى جحيم اليمن !!
قمة الوقاحة محاولة صالح والحوثي استثمار مثل هذه الجرائم الإرهابية الشنيعة لتسويق إنقلابهم الدموي شرقا وغربا دونما خجل من معرفة العالم بفضاعة جرائم حربهم ضد المدنيين في اليمن.
روسيا ليست بحاجة دموع صالح والحوثي، وموقفهم مؤيد للدولة الشرعية في اليمن كما هو موقفهم في سوريا، ودورها يساند مساعي الأمم المتحدة من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 تمهيداً لإنهاء الحرب وإحلال السلام في البلد.
صالح والحوثي قطبي تحالف إرهابي، أنقلبوا على الدولة اليمنية، وأشعلوا حربا انتقامية من الشعب، وساعدت جرائم حربهم في توسع نشاط الإرهاب في البلد، وليس العكس، حد تأكيدات حكيم اليمن الراحل الدكتور عبدالكريم الإرياني.
من بداية إنقلابهم الدموي، يقدم الحوثي وصالح أنفسهم سلطة قادرة على محاربة الإرهاب في ظل تورطهم بتأجيجه، و إطلاق سراح عشرات العناصر القاعدية للقيام بعمليات إرهابية داخل المناطق المحررة، و إلصاق تهمة الإرهاب بالجيش الوطني.
دور روسيا لن يتجاوز حدود دعم النظام في سوريا، ولن تسقط في مساندة تحالف الإنقلاب في اليمن مهما حاولت إيران دفع موسكو نحو جنوب الجزيرة العربية نظراً لاختلاف الواقع اليمني عن السوري، ونبذ الشرعية للإرهاب ومحاربته.
أمريكا تدرك علاقة علي صالح بالإرهاب من سنوات، وفي وثائق ويكيليكس أدلة كثيرة، ولن تنخدع اليوم بمزاعم محاربته القاعدة وداعش كونهما أحد أدواته لضرب الأمن واستهداف القوات الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن وبقية مدن الجنوب.
مطلع سبتمبر الفائت كشف مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جون برينان تعاون داعش والقاعدة ضد القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، حد تعبيره في مقابلة نشرها مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية.
في المقابل، تؤكد الحكومة اليمنية والرئيس عبدربه منصور هادي إلتزامهم بالحرب ضد الإرهاب تزامنا مع معركتها ضد مليشيات الحوثي وصالح، وتمكن الجيش الوطني من دحر الإرهاب من حضرموت وأبين.
على ضوء هذه التحركات تنطلق مواقف أمريكا وروسيا وبقية الدول الغربية في انحيازها لاستعادة مؤسسات الدولة، وهذا ما يعجز ثنائي الإنقلاب تقديم أنفسهم شريكا في الحرب على الإرهاب الذي يعتبر صالح أبرز المتاجرين فيها، بحسب وثائق ويكيليكس.
منذ عام ونصف لم يفرق صالح والحوثي بين روسيا وبلاد الروس، ويتناسون مساندة الاتحاد السوفييتي للجمهورية ضد الإمامة في معركة السبعين، علاوة على علاقاتهم الوطيدة مع النظام الجمهوري في جنوب البلاد قبل الوحدة.
تدرك روسيا دورها بالشرق الأوسط، ويعتبر رفض الرئيس فلاديمير بوتين الإلتفات لعروض صالح والحوثي تأكيداً على عدم تجاوزه الأدوار التاريخية لبلاده في دعم النظام الجمهوري بهدف إنقاذ إنقلاب إمامي لم تعترف به أي دولة، أولهم، حليفتهم إيران.