ليس للفن دين ولا مذهب ولهذا تسيل روحك أحيانا على إيقاع ونغم صوت يستخدمه خصمك كسكين لتشريح قلبك.
إن زوامل لطف القحوم وعيسى الليث أحد أهم اسلحة الحوثي و واحدة من أهم جبهاته القتالية .. وهما معا حالة إبداع مثيرة للدهشة رغم عدمية الهدف وانعدام القيمة الوطنية.
لقد أدرك الحوثي جيدا كيف يدغدغ وجدان القبيلة اليمنية التي تعتبر الزامل واحدة من أكبر محفزاتها السيكولوجية و مفاخرها المتلازمة مع حياتها وتاريخها منذ القدم.
ولعل الحركات الإرهابية عموما تنطلق بناء على دراسات عميقة تقرأ المجتمع من كل النواحي وتتعاطى معه على أساس النتائج وهذا ما يفسر استخدام تنظيم القاعدة ايضا وإدراكه خطورة هذا السلاح مبكرا واشتغاله عليه في الوقت الذي يعمل غيرهم على استنساخ الأناشيد الاسلامية ومسخ التراث الفني المقاوم لفلسطين وتقليده بسماجة كبيرة تستهدف موروثنا الفني كيمنيين .
وهنا لن يفوتني أن أشكر قبائل ومقاومة مأرب التي استخدمت الزامل مع البندقية للمواجهة بذات الأدوات وبإيمان وطني خالص على عكس المشروع الحوثي .
وللعلم.. الزوامل ليست حكرا على منطقة بذاتها ولا هي محصورة في شمال الشمال .. هي في أبين والضالع وفي إب وريمة وفي تعز ولحج ولقد خلّفت حرب المناطق الوسطى كماً هائلا من الزوامل التي تغنى بها أبناء تلك المناطق وحتى النساء أيضا واصبحت جزءا أساسيا من الحكايات الشعبية وأصيلا في ذاكرة الانسان اليمني .