الرئيسية > اخبار وتقارير > «عمال اليمن» في عيدهم: نبحث عن عمل ولا نكترث للمسميات

«عمال اليمن» في عيدهم: نبحث عن عمل ولا نكترث للمسميات

«عمال اليمن» في عيدهم: نبحث عن عمل ولا نكترث للمسميات

احتفل عمال العالم بالعيد السنوي، الذي يصادف الأول من مايو/آيار من كل عام؛ لكن عمال اليمن الذين لا يعرف قرابة 90% منهم عن هذا اليوم أي شيء، كانوا أسوأ حال في هذه المناسبة العالمية من ذي قبل، كون طموح الحصول على "فرصة عمل" قد أصبح في مهب الريح مع وصول بلدهم إلى رأس قائمة البلدان المنهارة كلياً.

 

في منطقة باب القاع وسط صنعاء يجلس العشرات من عمال اليمن، وإلى جوارهم أدواتهم المهنية، على الرصيف منذ صلاة الفجر وحتى ساعات الظهيرة، علّهم يحظون بفرصة عمل.

 

وباتت تلك المنطقة تعرف بـ"حراج العمال" نظراً لتمركزهم فيها باختلاف مهنهم، فنمهم من يجيد عمل الخرسانة ويتعين على المشتغلين بهذه المهنة ان تكون لهم أجساد قوية قادرة على تحمل ذلك النوع من العذاب الذي يسمى "عمل".

 

وثمة آخرون يضعون على اكتافهم عصي طويلة في مقدمتها اسفنجه مخروطية الشكل وهؤلاء يجيدون عمل الطلاء.

 

بالإضافة الى عشرات آخرين تتوزع مهنهم بين السباكين وعمال البناء والنجارين، اتخذوا من ذلك المكان على الرصيف مقراً لهم للبحث عن عمل.

 

يقول خالد الهتار وهو شاب ثلاثيني وسيم ذو عضلات  مفتولة "قبل أن تخصص الحكومة هذا اليوم إجازة بمناسبة عيد العمال عليها ان تعرف هل هناك عمل توفره لنا".

 

وأضاف، وهو يُخفي ابتسامة ألم: "لتكن لهم الإجازة لكن ليعطونا عمل".

 

وقال خالد انه لم يعرف اوضاعاً اسوء من هذه منذ عشر سنوات، وهي الفترة التي قضاها يعمل بالأجر اليومي.

 

وتعيش اليمن، أوضاعاً مأساوية، جراء مواجهات داخلية تقودها جماعة الحوثيين مسنودة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، في وقت تشن قوات التحالف غارات جوية مكثفة على مواقع داخل اليمن، وتفرض حصاراً برياً وجوياً وبحرياً لمنع وصول.

 

وفي اليمن قرابة ثلث السكان من الطبقة العاملة ومع تدهور الاوضاع مؤخراً بفعل استمرار عمليات عاصفة الحزم، شلت الحركة تماماً وبات الحصول على عمل  أمراً نادر الحدوث.

 

وقابل محمد تاج الدين وهو عامل بناء إجازة عيد العمال بالسخرية، قائلاً "أنا ابحث عن عمل لا اكترث لهذه المسميات الجوفاء هل يعرف القائمين على البلد ان اخر مره حصلت فيها على نقود مقابل عملي كانت قبل عشرين يوم!".

 

وتوقفت جميع الاعمال الانشائية في اليمن بسبب انعدام المشتقات النفطية بنسبة تصل إلى 90% في العاصمة صنعاء.

 

وتعتبر اليمن من الدول الاقل نمواً وتحتل الرقم 77 في هذا الجانب ، وبحسب تقارير دولية فإن نصيب الفرد العامل أقل من خمسة دولارات في اليوم الواحد في حال توفر له عمل.

 

وضاعفت عملية عاصفة الحرم من عذابات العمال الذين لا يمكنهم الحصول على عمل إلا في بيئة آمنة وغير مضطربة.

 

وإجمالاً فإن وضع البلاد ينذر بكارثة وشيكه إذ أن عدم الاستقرار واندلاع الحروب الأهلية من شأنه أن يفاقم الأوضاع المأساوية أكثر، ليس على العاملين بالأجر اليومي فقط، بل على كادر البلد المقيد في كشوفات الحكومة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)