الرئيسية > اخبار وتقارير > الحوطة مدينة منكوبة والمتمردون يستهدفون الحياة فيها

الحوطة مدينة منكوبة والمتمردون يستهدفون الحياة فيها

الحوطة مدينة منكوبة والمتمردون يستهدفون الحياة فيها

 

كغيرها من المدن الجنوبية تعرضت مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج لاجتياح المتمردين على الشرعية في اليمن، غير أن الأضواء لم تسلط عليها إلا في بداية الاجتياح قبل نحو شهر، ومن ثم انحسرت عنها، برغم الدمار الكبير الذي حل بها وحالة النزوح غير المسبوقة منها جراء القتال .
يقول شاهد عيان من أهالي الحوطة تحدثت إليه "الخليج"، يمكننا القول إن الحوطة، مدينة منكوبة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأوضح أن قوات الرئيس المخلوع علي صالح وميليشيا الحوثي منذ البداية لجأت إلى استخدام السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل عند دخولها المدينة، وعملت على تأمين الخط الرئيسي خلال الأيام العشرة الأولى منذ دخولها، لتقوم تدريجيا بالتوسع التدريجي في داخلها .
ويضيف صارم علي أن قوات التمرد استطاعت ذلك، نتيجة لأن المقاومة الشعبية لم تكن تملك إلا السلاح الثقيل وما زالت، وتدريجياً استمرت الاشتباكات بالتوسع نتيجة شدة المقاومة من الشباب في المدينة، وسقط كثير من الشباب برصاص قناصة المتمردين، الذين منذ البداية اعتلوا سطوح المباني .

ويؤكد أن حركة نزوح الأهالي من المدينة بدأ منذ الأيام الأولى للاجتياح، وتواصل تدريجياً حتى وصل إلى ما يقارب 70% من سكانها، والذين انتقلوا إلى قرى مديرية تبن المجاورة وخاصة في بلدات الوهط والحمراء والمجحفة والثعلب، التابعة أيضاً لمحافظة لحج، ويعيشون في حالة معيشية سيئة للغاية . وسُجل في يوم واحد نزوح 68 أسرة بمجموع 354 فرداً انتقلوا إلى منطقة الفيوش .
وأضاف أن ما تبقى من الأسر صارت تفكر بالنزوح نتيجة لشحة المياه التي لا يحصلون الا على القليل منها من الآبار الارتوازية التي تعمل، والتي صار مسلحو الحوثي وجنود صالح يأخذون الكثير منها، بل ولجأوا إلى إطلاق النار على بعض ممن يحاولون نقل المياه، كأسلوب ترهيب .
وعن التيار الكهربائي، فيؤكد صارم انقطاعه منذ شهر، كما انه يتم اعاقة إصلاح خطوط التيار، الأمر الذي يعيق استمرار الحياة الطبيعية، خاصة مع انعدام المواد الغذائية وبقية الخدمات، وبات من المتعذر إسعاف أي مصاب أو مريض في المدينة والحركة والتنقل صعب ومحدود، مع شحة المحروقات، التي لا يتحصل عليها، ممن بقوا من الأهالي إلا النزر البسيط .
لجأ جنود صالح ومسلحو الحوثي إلى احتلال عدد من المنازل وما زالوا باقين فيها واختاروا مواقع مهمة بغرض السيطرة التامة على المدينة، ولم يتورعوا في تحويل مشفى ابن خلدون إلى ثكنة عسكرية لهم والتمركز فيه، بل قبضوا على جرحى من المقاومة عند وصولهم إلى المستشفى ومنعوا الطاقم الطبي من إجراء العمليات الجراحية، بتهمة أن الطاقم يعالج "عناصر القاعدة وداعش" .
ويؤكد "صارم" أن قوات صالح والحوثي أخرجت قبل أربعة أيام مواد طبية وعلاجية من المستشفى ونقلتها إلى مكان مجهول، كما أبدى تخوفه من تعرض الجرحى للتصفية، مشيراً إلى أن حافلات وصلت إلى المستشفى وعليها جنود ومسلحون قبل يومين .
وبحسب مشاهداته فإن 15 معتقلاً من أبناء الحوطة بيد قوات صالح والحوثي، ما زالوا مجهولي المصير حتى اللحظة، وتم اختطافهم عند نقاط التفتيش المستحدثة، فيما هو متيقن من سقوط 20 قتيلاً من المواطنين وشباب المقاومة .
يوجه "صارم" في نهاية حديثه ل"الخليج" قائلاً: أوجه من خلالكم نداء استغاثة، فالحوطة مدينة منكوبة ومن بقي فيها هم أسر قليلة من أهاليها، والمقاومون الشباب وجنود صالح ومسلحو الحوثي، الذين حولوها إلى ثكنة عسكرية . . الحوطة في موت بطيء .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)