ما من شك أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمر مؤخراً بمرحلة حرجة، ظهرت خلالها العديد من نقاط الضعف، وأوجه القصور، وخصوصا فيما يتعلق بإستراتيجية الحرب على الإرهاب.
ومؤخرا تزايدت حدة الانتقادات الموجهة لإدارة أوباما وإستراتيجيته في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكذا موقف واشنطن من النظام السوري وقضايا عديدة، من بينها المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
داخليا تزعم الجمهوريون إلى حدٍ ما حملة الانتقادات ضد سياسة أوباما، تجاه الشرق الأوسط، والأحداث التي تعصف بالمنطقة، ووصلت أزمة البيت الأبيض مؤخراً مرحلة متقدمة، توجت بمطالبة أوباما لوزير دفاعه السابق " تشاك هاغل " الجمهوري الوحيد في الفريق الأمني لإدارة أوباما، بتقديم استقالته قبل أسبوع، وهو ما تم فعلا.
وبعد موجة الانتقادات الموجهة لأوباما، يبدوا أن الأخير لجأ إلى طريقة ما للرد على خصومه الجمهوريين، وذلك عن طريق إحياء ملف الاستجوابات القسرية التي تمت عقب أحداث 11 سبتمبر من الشهيرة، خلال فترة حكم جورج دبليو بوش، الجمهوري ، وهو الأمر الذي قد يضعف موقف الجمهوريين خلال الفترة المقبلة.
حيث نشر اليوم مجلس النواب الأمريكي، تقريره حول أساليب الاستجواب القسرية التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية "CIA،" بعد هجمات 11 سبتمبر وفترة رئاسة جورج بوش.
وكشف ملخص التقرير المكون من ( 6000 ) صفحة " أن أساليب استجواب الـCIA كانت غير فعالة ولم يتم استخلاص معلومات استخباراتية تساعد بالحفاظ على الأرواح وأن برامج الاستجواب كانت أعنف مما بينته الوكالة للبيت الأبيض ووزارة العدل والشارع الأمريكي".
كما أشار التقرير – بحسب CNN - إلى أن 119 محتجزا خضعوا لبرامج استجواب الـCIA 26 منهم كان احتجازهم خاطئا، وأن الوكالة أدارت هذه البرامج بشكل ضعيف بما في ذلك من ضياع معلومات المحتجزين واخذ معلومات غير صحيحة أدت إلى ضياع الوقت والجهد.
أوباما بدوره انتقد الطرق التي تم استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" وبرامج الاستجواب القسرية التي ذكرها تقرير التعذيب الصادر عن الكونغرس الأمريكي.
وقال أوباما بأن "التقرير يوثق برامج وتقنيات مقلقة حول الوسائل المستخدمة ببرامج استجواب المشتبه بهم بقضايا إرهابية في منشآت سرية خارج أمريكا وأن هذه الوسائل لا تتماشى مع قيمنا."
مشيرا إلى أن هذه الأساليب لم تخدم جهودنا بمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وجعل من مهمة متابعة مصالحنا حول العالم صعبة.