إمتلأت جوانب الطريق المؤدية إلى بخارات ومستودعات الأسلحة بجبل حديد بعشرات الجثث نتيجة الاختناق ونقص الأكسجين منذ ظهيرة أمس الأول حتى صباح يومنا هذا السبت.
وكان الآلاف هرعوا في وقتٍ سابق إلى جبل حديد بذريعة مطالبتهم للجان بتسليحهم من أجل مواجهة الحوثي والدفاع عن المدينة ؛ ورفضت اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي طلبهم بل وفرقتهم بالرصاص وقتلت منهم قرابة العشرة يوم الأربعاء الماضي إلا أنهم أصروا وبعد حصاراً دام قرابة اليومين للمعسكر العريق والذي يعد من أكبر مخازن الأسلحة بعدن ؛ قاموا بعملية الاقتحام ونهبوا كل مافيه من أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة ؛ مابين (صواريخ لو وقذائف أر بي جي وقنابل ورصاص وكلاشنكوف).
وقال أحد الأهالي لــ"مندب برس" أنه رأى بعينه جثثاً ملاقاة على جنبات الطريق المؤدية إلى البخارات الضخمة للأسلحة داخل الجبل نتيجة حالة الاختناق الشديدة بسب نقص الأكسجين ؛ ويقدر عدد من ماتوا بالمائة خلافاً للذين ماتوا بسبب تدافع الآلاف داخل المعسكر.
وأفرغ المعسكر بشكلٍ كامل من الذخيرة والسلاح صباح اليوم السبت وسرعان ما انقلب الوضع إلى خوف وهلع لدى المواطنين حيث جلجلت أصوات الرصاص من مناطق متفرقة من عدن وخاصة مناطق مديرية كريتر والتي أخذت النصيب الأكبر كــ" الخساف والعيدروس والشعب والقطيع وكذا خور مكسر والمنصورة ودار سعد والبريقة والمعلى والقلوعة والشيخ عثمان.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين جماعة الحوثي واللجان الشعبية بمديرية خور مكسر بمنطقة العريش بمديرية خور مكسر حيث تواصل اللجان الشعبية حصارها المطبق على مطار عدن الدولي وتباشر عملية الاقتحام والتي بدأتها أمس المغرب لاسترجاعه من جماعة الحوثي الذي يرتدي مقاتليها بزة قوات الأمن الخاصة_الأمن المركزي سابقاً.
وتخوض اللجان الشعبية معارك عنيفة مع جماعة الحوثي بمديرية دار سعد المحاذية لمحافظة لحج من أجل السيطرة على مبنى المجلس المحلي للمديرية والتي تتحصن فيه جماعة الحوثي واستخدمت اللجان سلاح الدبابات في المعركة ولا تزال الاشتباكات جارية بين الطرفين دون السيطرة.
هذا واستقبلت مدينة عدن مساء اليوم مدد عسكري ضخم قادماً من محافظة أبين بقيادة زعيم اللجان الشعبية بمحافظة أبين عبد اللطيف السيد والذي بدوره سيقوم بتأمين المحافظة وخاصة بعد عملية السلب والنهب التي طالت مرافق الدولة الحكومية _المعسكرات_ وكذا من أجل مواجهة الحوثيين.
شبوة هي الأخرى أتت بمقاتليها لتعزيز جبهة عدن ومن المقرر أن يصل مساء اليوم المدد العسكري الثالث القادم من شبوة من أجل الالتحام باللجان الشعبية القادمة من أبين ومشاركة اللجان الشعبية معاركها التي تخوضها للتو ضد مليشيات الحوثي من أجل دحرها.
ويواصل السكان عملية النزوح الجماعية بشكل متواتر من مختلف مناطق عدن وشُهدت العديد من الأسر مغادرة مدينة عدن باتجاه الأرياف هروباً من المعارك الدائرة _تواً_ والتي أخذت بالاتساع.
وتصيب الناس حالة خوف جراء الضرب العشوائي للرصاص في الهواء والذي استفحل بشكل مخيف في ظل عملية السلب والنهب لمعسكرات الجيش ؛ وتحولت مدينة عدن إلى أشباح حيث أغلقت المحلات بشكل كامل ويخشون الناس السطو على متاجرهم من قبل المسلحين الذين انتشروا بشكل كبير في ظل غياب تام للأمن وإنشغال اللجان بحربها مع الحوثيين.
