تسعى السعودية إلى تشكيل تحالف عربى سني، لمواجهة الخطر الشيعى والذى تقوده إيران، خاصة بعد سيطرة جماعة الحوثيين التابعة لإيران على مقاليد السلطة فى اليمن، بالإضافة إلى الوجود الفعلى لإيران فى الحرب الدائرة فى سوريا ومساندتها للميليشيات الشيعية فى العراق.
وبحسب خبراء فى الشأن الدولى، فإن التحالف سيضم إلى جانب السعودية، كلاً من مصر وتركيا والأردن والإمارات والكويت، وذلك تحت إشراف جامعة الدول العربية، ويهدف إلى تكوين قوة عسكرية موحدة لمواجهة الإخطار الشيعية بالمنطقة، في ظل تنامي النفوذ الشيعي والسيطرة على عدة دول، مثل العراق وسوريا، ومواجهة الحوثيين فى اليمن.
وزار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان السعودية، في مطلع مارس الجاري، في زيارة هى الأولى بعد أسابيع من وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سدة الحكم بالمملكة، وتزامن ذلك مع زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسى بناء على طلب من السعودية، فيما اعتبر خبراء أن هذه التحركات تشكل النواة لتشكيل التحالف العربى السنى لمواجهة التوغل الشيعى فى المنطقة.
بموازاة ذلك، تسعى الرياض إلى عقد مصالحة بين حركة "فتح" و"حماس"، بعد أن استضافت قيادات من الحركتين الفلسطينيتين فى إطار الجهود التى تبذلها السعودية فى توحد الصف السنى ضد إيران والعمل على قطع علاقات "حماس" بطهران. فيما تحدثت تقارير عن جهود وساطة يقودها خالد مشعل بين الرياض وحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، بناء على طلب من المملكة السعودية التي تخشى من تدهور الأوضاع في اليمن، وانعكاساتها على أمن الخليج.
وقال الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن "السعودية تعيد ترتيب سياستها جذريًا فى المنطقة، بعد تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم"، عازيًا ذلك إلى أن "لديها تخوفًا كبيرًا من التمدد الإيرانى فى المنطقة وانعكاسه على الأمن الوطنى السعودى كما لديها اعتراضات على الاتفاق النووى بين إيران والدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة".
وأضاف "السعودية تسعى فى عهد الملك سلمان إلى استدعاء الدور التركى لمناورة إيران وتوغلها فى المنطقة، خاصة بعد سيطرة جماعة الحوثيين على اليمن وتمددها فى المنطقة، لذلك اتجهت إلى توحيد صف المعسكر السنى وجر مصر إلى هذا المعسكر لمعادة إيران".
وأوضح أن "السعودية تعمل حاليًا على إجراء مصالحة بين فتح وحماس فى إطار جهودها لتنظيم هذا التحالف، ومصر لديها بعض التحفظات فى تغيير النهج السعودى تجاه المواقف والسياسات الدولية بما يصب بشكل غير مباشر لصالح جماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى أن مصر ليست لها مصالح فى معاداة دولة إيران فى هذه الآونة". وقال الدكتور مصطفى كامل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "السعودية تشعر بالقلق والخطر على أمنها القومى جراء تزايد النفوذ الإيرانى فى المنطقة العربية، وذلك بعد سيطرة الجماعات الموالية لإيران على اليمن جنوب السعودية".
وأوضح أن "السعودية تسعى عبر مجلس التعاون الخليجى إلى دعم شرعية الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى ودعم المبادرة الخليجية وتأكيد شرعية الرئيس اليمنى بين الأوساط الدولية".
وفسر الخبير السياسى سبب انزعاج السعودية إلى "احتلال إيران لخمس عواصم عربية عبر تمويلاتها لجماعات تتبعها سياسيًا وعقائديا فى عدد من العواصم كصنعاء ودمشق وبيروت وبغداد والمنامة".
ورأى كامل أنه "بات جليًا موافقة الولايات المتحدة على بسط إيران نفوذها فى المنطقة العربية، ما أعطى ثقة أكبر لها للتدخل بشكل أكبر فى شؤون المنطقة"، مستشهدًا بقرار الاستخبارات الأمريكية بحذف إيران و"حزب الله" من قوائم الإرهاب التى تهدد الولايات المتحدة وما يمثله ذلك من تطور مفاجئ تجاه المنطقة.
وأشار إلى أن "السعودية تسعى بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تعزيز الموقف العربى والإسلامى السنى لمواجهة النفوذ الإيرانى عبر تكوين تحالف سنى تكون أبرز الدول فيه مصر والسعودية وتركيا بالإضافة إلى باكستان".
وعن التوتر الذى تشهده العلاقات المصرية التركية وأثره على التكوين التحالف، رأى كامل أنه من ليس من الضرورى يكون التحالف عبر تكوين جيش موحد لكن هو عبارة عن توحيد الجهود والآراء لمواجهة النفوذ الإيراني.