كشفت مذكرة رسمية صادرة عن مستشفى الشرطة الخاضع للحوثيين في صنعاء عن إصابة الفنانة انتصار الحمادي، المختطفة والمحتجزة في سجون الحوثيين منذ أربع سنوات، بالسرطان، وخضوعها لعملية جراحية في نهاية عام 2023.
المذكرة، الموجّهة من مدير مستشفى الشرطة علي الصنعاني إلى وكيل نيابة غرب الأمانة بتاريخ ديسمبر 2024، أفادت بخضوع الحمادي لعملية جراحية في منتصف ديسمبر 2023م، لإزالة "ورم دهني (شحمي) من منطقة إبطها الأيسر"، وقد أُعطيت لها العلاجات المناسبة، تضمنت المراجعة كل يومين وفتح الخيوط بعد عشرة أيام من العملية، ولم تعد المريضة إلينا بعد إجراء العملية.
وأثارت المذكرة المتداولة موجة من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بالإفراج الفوري عنها، مشيرين إلى إصابتها مجددًا بالسرطان في مناطق أخرى نتيجة الإهمال الطبي.
تواصل موقع "المصدر أونلاين" مع محامي الفنانة انتصار الحمادي، خالد الكمال، والذي قال: "إن انتصار كانت مريضة وتعاني من أكثر من مشكلة، مثل مشاكل في الغدد وغيرها، لكنني لا أعلم حاليًا إن كانت مصابة بالسرطان أو بمرض آخر، لكوني غير متابع لوضعها مؤخرًا"، مشيرًا إلى وجود محامين آخرين يساعدونها.
وأضاف الكمال لـ"المصدر أونلاين" أن انتصار الحمادي تقبع في السجن منذ أربع سنوات وشهرين، وقد أتعبها ذلك ويجب أن تنتهي معاناتها، مشيرًا إلى مادة في القانون تتعلق بمرور "ثلاثة أرباع المدة"، موضحًا أنه "إذا كان المحكوم عليه بالسجن أربع سنوات وقد قضى منها ثلاث سنوات بحسن سيرة وسلوك، يُفرج عنه".
واستدرك الكمال بالقول إن الوضع مع انتصار مختلف، خصوصًا المعتقلات تحت تصنيف حوثي جديد أطلقت عليه الجماعة "الحرب الناعمة"، مؤكدًا أن زميلاتها اللواتي "اتهمن معها في نفس القضية كلهن تم الإفراج عنهن".
وأوضح الكمال أنه كان محاميًا لإحدى زميلات الحمادي في القضية نفسها، ولم يتم الإفراج عنها بسبب تبرؤ أهلها منها ورفضهم استلامها، مؤكدًا أنه لاحقًا قام بتزويجها بعد أن وكلته بذلك ورفع لها قضية عضل، وتم إعلان أهلها أكثر من مرة، ثم تم تزويجها والإفراج عنها، وهي الآن مع زوجها وأهلها وتعيش حياة مستقرة.
وفي هذا السياق، أشار الكمال إلى وجود إشكالية، حيث تتبرأ العديد من العائلات من بناتهن في مثل هذه القضايا (دعارة، قضايا أخلاقية)، ويُشترط لتسليمهن وجود أحد الأقارب من الدرجة الأولى، وليس الأم فقط، كما هو حال انتصار.
وأشار المحامي خالد، الذي يرأس "مؤسسة الكمال للمحاماة والاستشارات القانونية"، إلى سماعه أنباء عن إصدار النائب العام (التابع للحوثيين) توجيهات بالإفراج عن انتصار نظرًا لوضعها الصحي، إلا أن وكيل نيابة غرب الأمانة يعرقل تنفيذ هذا التوجيه، مؤكدًا أن المعلومات الدقيقة موجودة لدى والدة انتصار الحمادي.
وقد تواصل "المصدر أونلاين" مع والدة انتصار الحمادي، التي نفت صدور أي توجيهات "حتى الآن" بالإفراج عنها، وقالت إنها تتابع قضيتها وزارت ابنتها مؤخرًا، لكنها "لم تخبرها عن مرضها".
وكان مسلحون حوثيون قد اعترضوا طريق انتصار الحمادي (23 عامًا)، في شارع حدة بصنعاء بتاريخ 20 فبراير 2021، واقتادوها إلى مكان مجهول. وتحولت قضية اختطافها وإخفائها قسريًا وتعذيبها في السجن إلى قضية رأي عام، إلا أن الميليشيا لم تتراجع عن إجراءاتها غير القانونية، ووجّهت لها ولزميلاتها تهمًا لاأخلاقية.
وأصدرت محكمة خاضعة للميليشيا في نوفمبر 2021م حكمًا بسجن "انتصار الحمادي" وزميلتها "يسرى النشيري" لمدة خمس سنوات، بتهمة "الإخلال بالآداب العامة"، وذلك بعد ثمانية أشهر من اختطافها وإخفائها قسريًا، ومنع أهلها من زيارتها. ولاحقًا تم الإفراج عن النشيري وأخريات، بينما لا تزال الحمادي في السجن في ظل وضع صحي غامض، خاصة بعد إقرار سلطات الجماعة بإصابتها بالسرطان عام 2023م.