لسنوات، كان طريق العبر في اليمن يمثل فخًا مميتًا، حيث تدهورت حالته وأصبح مليئًا بالمخاطر والحوادث المأساوية.
ولكن اليوم، وبفضل الجهود الحثيثة لإعادة التأهيل التي يقوم بها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، تحول هذا الطريق الحيوي إلى شريان حياة جديد لملايين اليمنيين.
يُعدّ طريق العبر شريانًا حيويًا في شبكة النقل اليمنية. بالإضافة إلى ربطه اليمن بالمملكة العربية السعودية، يصل الطريق بين ثلاث محافظات رئيسية هي مأرب وحضرموت وشبوة، مما يجعله بالغ الأهمية للنقل العام والتجاري على حد سواء.
في ظل محدودية البدائل، يعتمد آلاف المسافرين عليه يوميًا، بمن فيهم القادمون إلى اليمن عبر منفذ الوديعة البري مع السعودية أو مطار سيئون الدولي، وكذلك المغادرون عبر هذه المنافذ.
رغم أهميته البالغة، ظل طريق العبر لعقود طويلة مهملاً، دون صيانة أو إعادة تأهيل، مما زاد بشكل ملحوظ من المخاطر على المسافرين، وحوّله إلى واحد من أخطر الطرق في البلاد.
حالة الطريق المتردية، بما في ذلك الأسفلت المتشقق والحفر العميقة، وزحف الكثبان الرملية، أدت كلها إلى حوادث ووفيات عديدة، أكسبته لقب "طريق الموت".
في عام 2018 وحده، حصدت الحوادث على الطريق أرواح 105 أشخاص، وأصابت حوالي 800 آخرين. غياب المرافق الطبية أو خدمات الطوارئ على طول الطريق زاد من خطورة الحوادث على المسافرين.
يقول صالح حسين، 31 عامًا، من محافظة المحويت: "فقدت اثنين من أفراد عائلتي وأصبتُ في حادث سيارة على طريق العبر عام 2019 أثناء عودتنا من السعودية إلى اليمن. تلك التجربة جعلتنا نخشى السفر على هذا الطريق."
*تدخل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن* استجابةً لهذا الوضع الطارئ، أطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروعًا شاملاً لإعادة التأهيل.
بدأ البرنامج مشروعًا ضخمًا لتجديد طريق العبر، بتوسعة وتحسين هذا الشريان الحيوي.
اكتملت المرحلة الأولى في مايو 2024، حيث شملت 50 كيلومترًا من الضويبي إلى العبر في حضرموت. تضمنت توسعة الطريق، وإعادة رصفه، وتركيب وسائل السلامة، وتحسين الملاحة وفق المعايير الدولية، وتجري الأعمال في المرحلة الثانية من منطقة غويربان وحتى منطقة الضويبي بطول 40 كم.
وأعلن المشرف العام على البرنامج، السفير محمد سعيد آل جابر، عن إنجاز المرحلة الأولى، واصفًا الطريق الجديد بـ "طريق الحياة". وأشار إلى أن المراحل اللاحقة جارية.
وفقًا لبيانات البرنامج، يستفيد 11 مليون يمني من الطريق. وأعرب السائق أحمد محسن عن إعجابه بجودته: “لقد قدت عبر جميع طرق اليمن، لكنني لم أرَ طريقًا بهذه السلاسة والأمان من قبل." يعزز البرنامج السعودي قطاع النقل في اليمن بشكل كبير من خلال مشاريع تنموية شاملة، تشمل أكثر من 30 مشروعًا ومبادرة. هذه الجهود، التي تتضمن تطوير الموانئ، المعابر الحدودية، المطارات، والطرق، لا تحسن البنية التحتية والخدمات اللوجستية فحسب، بل تساهم أيضًا في جعل السفر أكثر أمانًا، تحسين الوصول إلى الأسواق والخدمات، وتقوية الروابط الاجتماعية والاقتصادية لليمنيين. يقول صالح حسين: "الآن، بفضل مشروع إعادة التأهيل، أصبح السفر آمنًا. أتمنى أن يتم تحسين جميع طرق اليمن بدعم من البرنامج." حتى الآن، نفذ البرنامج 264 مشروعًا تنمويًا في ثمانية قطاعات حيوية، تشمل التعليم، والصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وتنمية ودعم قدرات الحكومة اليمنية، والبرامج التنموية في 16 محافظة.