في تطور مفاجئ، كشف قائد بحرية الجيش الإيراني، مساء الثلاثاء، العميد شهرام إيراني أن السعودية اقترحت على إيران إجراء مناورات بحرية مركبة مشتركة في البحر الأحمر. وأضاف إيراني، وفق وكالة إيسنا الإيرانية شبه الرسمية، أن البلدين قد وجها الدعوة بعضهما لبعض للحضور في موانئ أراضيهما أيضاً، مشيراً إلى أنهما بصدد إجراء مناورات مشتركة وكذلك مناورات بمشاركة دول أخرى.
وأكد قائد بحرية الجيش الإيراني أن التنسيق بشأن ذلك جار ووفود البلدين ستجري المشاورات المطلوبة حول المناورات. وفي حال أجريت المناورات، ستكون هي الأولى بين البلدين، وتأتي في خضم تصعيد ومواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي، وبعد توتر شكّل السمة الأبرز للعلاقات الإيرانية السعودية منذ الثورة الإسلامية الإيرانية 1979، ومرورها بجملة حوادث متوترة بارزة، خلال العقود الأربعة الماضية، مشفوعة بخلافات إيديولوجية بالأساس بين البلدين.
وكانت السعودية قد قطعت العلاقات مع إيران عام 2016 على خلفية مهاجمة إيرانيين محافظين مقارها الدبلوماسية. لكن البلدين استعادا علاقاتهما الدبلوماسية منذ العاشر من مارس/آذار 2023، بواسطة الصين في اتفاق أنهى القطيعة المستمرة منذ ثماني سنوات. وأعقبت الاتفاق إعادة فتح السفارات وتبادل السفراء وزيارات دبلوماسية.
وفي العام 2016، بينما دخل الاتفاق النووي مع إيران حيز التنفيذ في شهر يناير/ كانون الثاني من ذلك العام، هاجم محتجون إيرانيون محافظون السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، شرقي إيران، احتجاجاً على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر وعدد آخر من الشيعة. بعد ذلك، قررت السعودية قطع علاقاتها مع طهران، تبعتها في ذلك دول خليجية وعربية أخرى.
وفي الاحتجاجات الواسعة الأخيرة التي شهدتها إيران اعتباراً من 17 سبتمبر/أيلول 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب، اتهمت إيران عدة مرات السعودية بـ"التدخل في شأنها الداخلي" والسعي لـ"إثارة الفتنة".