خلال مراسيم تأبين في إيران لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت، ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الخميني بطهران، حيث حضر حشد كبير من الإيرانيين. وشوهد خامنئي ممسكًا ببندقية أثناء مشاركته في التأبين، ما يعكس رمزية القوة والمقاومة في هذا السياق.
وتحدث خامنئي باللغة العربية في خطبته، في خطوة نادرة الحدوث ولها دلالات عديدة، أبرزها أنه يعكس اهتمام إيران بالتواصل المباشر مع الجمهور العربي، خاصة الفصائل والمجموعات التي تدعمها في المنطقة، مثل حزب الله وحماس.
كما يحمل استخدام اللغة العربية في الخطبة رسائل سياسية وإيديولوجية موجهة بشكل أساسي إلى العالم العربي، لتعزيز الروابط والتأثير على المجتمعات التي تعتبرها إيران جزءًا من محور المقاومة ضد إسرائيل والغرب.
وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الجمعة أن إسرائيل اقتنعت بأنها “لن تحقّق النصر” على حزب الله و”حماس”، مشدّدا على أنه “لن يكتب لها البقاء”.
وأوضح خامنئي في خطبة الجمعة: “هذا الكيان الخبيث بلا جذور ومزيّف ومتزعزع (..) ولن يُكتب له البقاء”، مؤكدا أنه نفسه اقتنع بأنه “لن يحقق النصر” على حزب الله و”حماس”.
هذه التصريحات وفق متابعين تأتي ضمن خطاب تقليدي يعكس موقف إيران الأيديولوجي والسياسي تجاه إسرائيل، إذ يعتبر خامنئي ومعظم المسؤولين الإيرانيين أن إسرائيل كيان استعماري غربي لن يتمكن من الاستمرار في المنطقة على المدى الطويل.
وهذه الرسالة تترجم في إطار دعم إيران المستمر لفصائل المقاومة، مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين، كجزء من إستراتيجية مواجهة إسرائيل.
وشدد خامنئي في هذه التصريحات على أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية وتفوقها التقني، لن تنجح في هزيمة حركات المقاومة، ولن تتمكن من فرض وجودها بشكل دائم في المنطقة، ما يعزز الرؤية الإيرانية التي ترى أن الكيان الصهيوني سيواجه زوالًا في النهاية بسبب مقاومة الشعوب الإسلامية والمقاومة المسلحة التي تدعمها إيران.
المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أكد أن الهجوم الصاروخي الإيراني الثلاثاء على إسرائيل “يحظى بالشرعية الكاملة”، مشددا على أنه “عقاب الحد الأدنى” للدولة العبرية.
وقال خامنئي الذي أمّ صلاة الجمعة في خطوة لم تحصل منذ قرابة خمس سنوات، “خطوة قواتنا المسلحة في مساندة غزة قبل أيام، قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة”، مشددا على أنها “عقاب الحدّ الأدنى” على ما ترتكبه إسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن خطبة الجمعة هذه، هي الأولى التي يلقيها المرشد الأعلى منذ حوالى خمس سنوات، تأتي بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت مع قيادي في فيلق القدس الإيراني.
كما تأتي هذه الخطوة أيضا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في ضربة نُسبت إلى إسرائيل في نهاية تموز/يوليو.
وتعود المرة الأخيرة التي أمّ فيها خامنئي صلاة الجمعة إلى كانون الثاني/يناير 2020 بعد أن أطلقت إيران صواريخ على قاعدة أمريكية في العراق ردا على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في ضربة أمريكية قرب مطار بغداد.