ليست الحرب وحدها التي تنغص حياة اليمنيين، فالفيضانات والسيول التي تعرضت لها بعض المحافظات في الأسابيع الأخيرة فاقمت معاناتهم وأقلقتهم، بعدما حصدت أرواح عشرات، ودمّرت آلاف المساكن، وشرّدت مئات الآلاف من الأسر.
وأمس الخميس، أعلنت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ليزا دوتن، في إحاطة أمام مجلس الأمن، مقتل 98 شخصاً وإصابة 600، جراء الفيضانات التي تجتاح اليمن منذ مطلع العام الحالي، وأيضاً مقتل 14 بصواعق رعدية.
وقالت: "أثرّت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت محافظات ومناطق عدة في اليمن في نحو 695 ألف أسرة بشكل مباشر، إذ فقدت منازلها ومصادر رزقها".
تابعت: "قدم الشركاء الإنسانيون مساعدات فورية منقذة للحياة، من بينها الغذاء والمياه ومستلزمات النظافة، ودعموا توفير مأوى للأسر المتضررة، وتسليم إمدادات طبية حرجة للمستشفيات والمراكز الصحية، ونشروا عشرات من الفرق الصحية المتنقلة في المناطق المتضررة".
وحذرت من أن "الافتقار إلى التمويل الكافي يقوّض الجهود المبذولة لمعالجة الاحتياجات الحرجة في اليمن".
وكشفت الأمم المتحدة أن الفيضانات والسيول الجارفة دمّرت منازل أكثر من 38 ألفاً و285 أسرة يمنية منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري في محافظات الحديدة وحجة (غرب)، وتعز (جنوب غرب)، ومأرب وصعدة (شمال)، وتوقعت أن تستمر الظروف المناخية القاسية في البلاد حتى سبتمبر/ أيلول المقبل.
أغرقت السيول شوارع مدن اليمن الرئيسية (محمد حمود/الأناضول) بيئة ضعف البنية التحتية يضاعف أعداد منكوبي فيضانات اليمن وقال مكتب "أوتشا" في اليمن: "أتلفت الأمطار الغزيرة والفيضانات الواسعة على مدى الأسابيع الماضية منازل وملاجئ المجتمعات المضيفة والنازحين، وأثرّت بالبنى التحتية العامة للمدارس والطرق والمرافق الصحية. وقدمت آلية الاستجابة السريعة التابعة للأمم المتحدة منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي مساعدات لـ 8 آلاف و542 أسرة متضررة من الفيضانات والسيول".
أيضاً قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الخميس الماضي إن "هناك حاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار لتوسيع نطاق الاستجابة الطارئة، بعدما فاقم هطول الأمطار والفيضانات معاناة العائلات التي تواجه في الأصل تداعيات الفقر والجوع والصراع المستمر".
من جهتها، قالت السلطات اليمنية، في تقرير أصدرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إن "عدد الأسر النازحة المتضررة من السيول في محافظة مأرب ارتفع إلى أكثر من 12 ألفاً تعيش في ظروف بالغة التعقيد، منذ مطلع أغسطس. وأشارت إلى أن التدخلات الإنسانية وفرّت نسبة 12% فقط من إجمالي الاحتياجات.
وفي ظل عجزها عن تغطية احتياجات المتضررين من السيول، دعت المنظمات الدولية المانحين الدوليين إلى الإسراع في إغاثة المتضررين. وطالبت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المانحين الدوليين بتقديم 25 مليون دولار بشكل عاجل.
(الأناضول)