كان الرئيس الإيراني الذي لقي مصرعه في حادثة تحطم المروحية بمحافظة أذربيجان الشرقية، أمس الأحد، إبراهيم رئيسي، هو المرشح الأبرز لخلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الى جانب نجل الأخير "مجتبي"، وفقا للعديد من الصحف الدولية.
وقالت صحيفة "بوليتيكو" إن "محللين يرون أن رئيسي، وهو متشدد ورئيس سابق للسلطة القضائية، كان الخليفة المحتمل لآية الله علي خامنئي البالغ من العمر 85 عاما كمرشد أعلى لإيران".
وأضافت الصحيفة المتخصصة في شؤون السياسة العالمية: "إذا تأكدت وفاة رئيسي، فإن ذلك سيستمر في تضييق عملية اختيار من قد يكون المرشد الأعلى القادم، ففي هذه الحالة سيصبح نجل آية الله خامنئي (مجتبى) هو أحد المرشحين المحتملين"، حسب موقع صحيفة "إيلاف" اليومية الصادرة من لندن.
وقال مركز أبحاث الديمقراطيات، الذي ضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات على إيران، لصحيفة بوليتيكو: "لا تستطيع الجمهورية الإسلامية تحمل الصدمات الخارجية بالنظر إلى حقيقة أنها تواجه مشاكل داخلية كبيرة على الجبهة الداخلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لذا السبب فهذه نقطة اشتعال محتملة".
صحيفة " الفينانشل تايمز" البريطانية كانت قد نشرت قبل أيام تقريرا مطولا عن الطريقة السريّة والهادئة التي رتبتها إيران لضمان اختيار خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي، حيث تم تداول اسمين لخلافة خامنئي حال وفاته: الأول والذي كان أوفر حظاً هو الرئيس الذي لقي مصرعه "ابراهيم رئيسي"، والثاني هو نجل المرشد الأعلى "مجتبى خامنئي".
وأشارت الى أن المشكلة التي واجهت رئيسي هي معارضة الدائرة المقربة من المرشد الأعلى لأنهم يعتقدون أن رئيسي قد يبادر لتطوير مشروعه الخاص ويطيح بهم مع الوقت، تماماً كما فعل المرشد الحالي عندما تولى السلطة؛ بينما ينظرون الى نجل المرشد الأعلى انه الخيار الأكثر أماناً لأنه لن يستغني عنهم وسيبقى على منهاج والده.
ومن شأن الإعلان عن وفاة رئيسي أن تفتح الطريق أمام مجتبى نجل المرشد الأعلى الحالي، لتولي المنصب خلفاً لوالده، الرجل البالغ من العمر 54 عامًا والذي لا يتمتع بشهرة عامة كبيرة، لكنه أصبح هدفًا للمتظاهرين منذ الاضطرابات التي اندلعت عام 2009 بعد إعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد. وقال المتظاهرون إن الانتخابات تم تزويرها ضد المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي لتمهيد الطريق أمام مجتبى لخلافة والده.
وعلى الرغم من أن القيادة العليا تخطط بهدوء للخلافة، فإن العديد من العناصر غير المعروفة - بدءاً من قوة الاقتصاد إلى الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط - يمكن أن تغير هذه الحسابات. لكن العداء المتزايد داخل إيران تجاه قادة النظام يشكل أيضًا أحد الاعتبارات المهمة.
وتصاعدت الاضطرابات العامة بشكل متكرر في السنوات الأخيرة. وفي عام 2019، احتج الإيرانيون على ارتفاع أسعار البنزين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص، وفقًا لما ذكرته منظمة العفو الدولية. في خريف عام 2022، اندلعت احتجاجات مطولة في أعقاب وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا، في حجز الشرطة بدعوى عدم مراعاتها للحجاب الإسلامي الإلزامي. ووثقت منظمة العفو الدولية أكثر من 300 حالة وفاة.