توعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في لقاء مع كبير المفاوضين لحكومة "الحوثيين" محمد عبد السلام في العاصمة العمانية مسقط، اليوم الأحد، بأن بلاده ستحاسب إسرائيل على الهجوم الذي وقع الاثنين الماضي، واستهدف المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق.
وأضاف عبد اللهيان أن الهجوم نفذ عبر مقاتلات وصواريخ أميركية الصنع، قائلاً إن "طهران إلى جانب اتخاذها إجراءات قانونية ودولية، ستحاسب المعتدين المجرمين وتعاقبهم وفق حقوقها المصرح بها في القانون الدولي"، وفق بيان للخارجية الإيرانية.
وأكد وزير خارجية إيران أن رفض أميركا وبريطانيا وفرنسا، بيان مجلس الأمن الدولي في إدانة الهجوم على السفارة الإيرانية "دليل على النفاق السياسي ودعمهم المعلن لجرائم الكيان الصهيوني ومغامراته وحثه على توسيع الفوضى والاضطرابات في المنطقة".
وقال إن العلاقات الإيرانية السعودية طور التقدم والتوسع، معلناً دعم بلاده مفاوضات السلام في اليمن، مع تأكيده أن الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن تأتي في إطار دعمهما الكامل لاستمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكد كبير مفاوضي حكومة "الحوثيين"، محمد عبد السلام خلال مباحثاته مع وزير خارجية إيران أن اليمن سيواصل هجماته في البحر الأحمر دفاعاً عن الفلسطينيين والأمن القومي العربي والإسلامي.
وأضاف أن حكومته خلال مباحثاتها مع مسؤولي دول عدة طمأنتهم أن سفنهم لم تتعرض ولن تتعرض للهجوم في البحر الأحمر، مؤكداً أن التصريحات الأميركية الإسرائيلية وحلفائهما بشأن استهداف سفن تابعة لدول أخرى "لا أساس لها من الصحة".
واستعرض عبد السلام خلال اللقاء الأوضاع في اليمن، عازياً الهجمات الأميركية إلى محاولة لزيادة الضغط على اليمن ومفاقمة المشكلات الاقتصادية والصحية والإنسانية.
وشدد على أن اليمن "لن يتراجع عن موقفه المبدئي" في دعم غزة.
وكان عبد اللهيان قد وصل صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة العمانية مسقط على رأس وفد سياسي وبرلماني في إطار جولة إقليمية.
ويرافق وزير خارجية إيران، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، وحيد جلال زادة وبرلمانيون آخرون. وتأتي زيارة أمير عبد اللهيان لمسقط على وقع الحديث الإيراني الأميركي عن تبادل رسائل بينهما بسبب التوتر الذي أعقب الهجوم على المبنى القنصلي التابع للسفارة الإيرانية في دمشق، الاثنين الماضي، حيث تُعَدّ سلطنة عمان وسيطاً رئيسياً بين البلدين منذ عقود. وكانت مسقط أيضاً تستضيف مفاوضات سرية بين طهران وواشنطن قبل العدوان الإسرائيلي على غزة، بهدف التوصل إلى تفاهمات نووية على طريق إحياء الاتفاق النووي المترنح الذي تعثرت المفاوضات الرامية إلى ذلك منذ سبتمبر/ أيلول 2022. وضمن جولته الإقليمية، سيزور الوزير الإيراني غداً الاثنين، العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وتأتي الزيارة على أعقاب الهجوم الإسرائيلي، الاثنين الماضي، على المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق ووسط تهديدات إيرانية متزايدة بالرد على هذا الهجوم.
وكانت شبكة "سي بي إس" قد نقلت عن مسؤولين أميركيين، الجمعة، قولهم إنّ معلومات استخبارية حصلت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل تفيد بأن إيران تستعد لـ"رد انتقامي" على استهداف سفارتها في دمشق، وأنها قد تستعمل طائرات مسيّرة من طراز شاهد وصواريخ كروز، مشيرة إلى أن "الرد الإيراني المتناسب" سيكون استهداف منشأة دبلوماسية إسرائيلية. وأكدت مصادر الشبكة أن المعلومات تشير إلى أنه لا يوجد وقت محدّد لرد طهران، لكن من المرجح أن يُنفذ قبل نهاية شهر رمضان، في وقت تهدد فيه إيران باستمرار بأنها سترد مباشرة على إسرائيل.
بدوره، قال مسؤول أميركي لشبكة "سي أن أن" إن واشنطن في حالة تأهب قصوى وتستعد لهجوم إيراني محتمل يستهدف أصولاً إسرائيلية أو أميركية في المنطقة، مضيفاً: "نحن بالتأكيد في حالة يقظة عالية". من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لضربات إيرانية محتملة رداً على هجوم دمشق، وأكدوا أنه جرى وضع القوات العسكرية الأميركية والإسرائيلية في المنطقة في حالة تأهب قصوى.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، كشف نائب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي عن فحوى الرسالة التي بعثتها إيران، الاثنين الماضي، إلى الإدارة الأميركية بعد الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق. وقال في منشور على "إكس" إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية حذرت في رسالة مكتوبة أميركا من الوقوع في فخ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".