"عشت معاناة صعبة جدا في رحلتي من المحويت الى صنعاء ومن ثم إلى عدن ومنها إلى الأردن، وتم ترحيلي من مطار الملكة علياء فور وصولي، بسبب مهنتي في الجواز"، هذا ما قاله الناشط الإعلامي "أ.ح".
المهنة في الجواز مشكلة لا تقل صعوبة عن باقي المشاكل، ويجب على المرء أن يختار مهنة عادية لا علاقة لها بتخصصه، لأن المهنة الحقيقية تعرض صاحبها لخطر الاعتقال أو التعسف كما هو الحال مع مهنة الإعلام، إذ أن الإعلام مهنة لها تبعات خطيرة في بلد منقسم سياسيا وجغرافيا، وبالتالي يضطر الإعلاميون إلى وضع مهنة أخرى في جوزاتهم أملا في تأمين أنفسهم أثناء التنقل والسفر بين مدن البلاد أو خارجها.
"أ.ح" دفع ثمنا باهظا للمهنة التي اختارها في جوازه حيث تم ترحيله من الأردن بمجرد وصوله إلى مطار الملكة علياء، لأنه قدم إلى المملكة كإعلامي لكن مهنته في الجواز ( عامل) وهذا سبب طبيعي لترحيله من بلد يحترم النظام والقانون، لكن بالنظر لظروف اليمن والأوضاع السياسية فيها لا يعد هذا سببا كافيا لترحيله.
كثيرا ما يواجه اليمنيون مشاكل في الحصول على الجوازات في ظل الأوضاع الراهنة، منها ما هو مادي ومنها ما يتعلق بجوانب أخرى كالسفر إلى مناطق الحصول على الجوازات الذي ينطوي على مخاطر أمنية.
الإحصائيات تشير إلى أن عدد اليمنيين اليوم يصل إلى 36 مليون مواطن، وغالبية هؤلاء لا يمتلكون جوازات سفر، ومن يحالفه الحظ في الحصول على جواز، لا يتجرأ على ذكر مهنته الحقيقية في الجواز.
هل مهنتي تهمة؟
"أ.ح" نموذج لآلاف اليمنيين الذين اضطرتهم الأوضاع الأمنية لتغيير مهنتهم في الجوازات، خوفا من بطش فرقاء السياسة في بلادهم، الذين يعادون كل ما له علاقة بمهنة الإعلام وغيرها الكثير من المهن التي ينظرون إلى أصحابها بنظرة شك وريبة.
يقول" أ.ح" في حديثه عن معناته :"اضطررت لعمل مهنة أخرى في جوازي خوفا من بطش فرقاء السياسة في مناطق سيطرتهم ومع ذلك تعرضت للتفتيش والتحقيق في أكثر من نقطة أمنية أثناء رحلتي من المحويت إلى محافظة عدن صوب الأردن".
ويضيف:" دخلت الأردن كإعلامي مدعو لحضور تدريب مع مؤسسة دولية ولكن ضباط المطار أوقفوني للتحقيق بسبب مهنتي في الجواز ( عامل) لعدة ساعات قبل أن يتم ترحيلي من المطار إلى بلادي، لأن مهنتي في الجواز مخالفة لما هو مدون في جواز سفري".
وعند سؤاله عن شعوره بعد ترحيله من مطار الملكة علياء إلى اليمن أجاب: " شعور مؤسف ومحبط أن أعود إلى بلادي بعد أن وصلت إلى الأردن، والمؤسف أكثر أنني لم أتمكن من حضور التدريب الذي تمنيت أن أحصل عليه أسوة ببقية الزملاء ".
اليوم هناك آلاف الشباب يُحرمون من فرص السفر لحضور مؤتمرات وندوات متعلقة بتخصصاتهم أو حتى لإكمال تعليمهم، فقط لأن مهنتهم في الجواز لا تتطابق مع مهنهم الحقيقية، وهذا المأزق فرضته ظروف الانقسام السياسي والصراع العسكري بين هذه الأطراف.
تابع: "أ.ح " حديثه بالقول: "لقد كانت تجربة سيئة لي سواء في المطار أو في الطريق ولا أظن بأني قادر على تجاوز هذه التجربة قبل أن تستقر البلاد وتنتهي خلافات السياسيين في البلاد".
قصة أ.ح تستدعي اهتماما من قبل جميع الأطراف والعمل المشترك لإنهاء معاناة اليمنيين مع الحرب والانقسامات السياسية التي طال أثرها كل مجالات الحياة.
ويعاني اليمنين من مشكلة الجوازات بشكل كبير ومزعج من جميع الفئات العمرية وجميع المجالات المختلفة مثل فئة الطلاب والعمال والمهنيين وغيرهم، حتى أصبحت مشكله الجوازات والحصول عليها من أكثر المشاكل التي يواجهها اليمني لاسيما في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ومؤخرا أطلق نشطاء على مواقع التواصل حملة إلكترونية بعنوان #اشتي_جواز ، يهدفون من خلالها إلى إحداث ضغط على الأطراف اليمنية من أجل تسهيل عملية حصول المواطنين اليمنيين على جوازات السفر.
*المصدر أونلاين