قالت الولايات المتحدة، الجمعة، إنها ترحّب باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.
وأضاف كيربي أن خريطة الطريق، التي أُعلنت الجمعة، كانت في ما يبدو نتيجة لعدة جولات من المحادثات التي عُقد بعضها في بغداد وسلطنة عُمان، موضحاً أن الولايات المتحدة أيدت هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن، وما وصفه بالعدوان الإيراني.
عبر كيربي عن اعتقاد البيت الأبيض بأن الضغط الداخلي والخارجي، الذي تضمن ردعاً سعودياً فعالاً لهجمات إيران ووكلائها، أتى بإيران في نهاية الأمر إلى طاولة المفاوضات.
وقال: "ندعم أي جهود من شأنها تخفيف حدة التوترات هناك وفي المنطقة. نعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهو شيء عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية"، وأضاف كيربي: "سوف نرى ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاماً يحترم كلمته عادة".
وتابع: "نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة"، وختم قائلا: "لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة... فنحن نرحب به".
وبالنسبة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، قال كيربي: "غير واضح إن كان هذا الترتيب له تأثير على ذلك أو يهدف للتعامل معه، لكننا نواصل بلا شك دعم التطبيع"، وتعليقاً على الاتفاق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في ختام كلمة ألقاها حول الاقتصاد: "كلما تحسنت العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب كان ذلك أفضل للجميع"، حسب شبكة "سي أن أن".
وجاء الاتفاق عقب استضافة بكين في الفترة من 6 ـ 10 مارس/ آذار الجاري مباحثات بين وفدي السعودية وإيران، برئاسة مساعد بن محمد العيبان مستشار الأمن الوطني السعودي، وعلي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، بحسب بيان مشترك للسعودية وإيران والصين.
واستضافت بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
ولأول مرة، وفق البيان الثلاثي، يعلن الجانبان الإيراني والسعودي عن وساطة سلطنة عمان التي تجمعها علاقات قوية بالبلدين.