شهدت محافظات يمنية ضمن مناطق سيطرة الحكومة، حراكاً عسكرياً سعودياً نشطاً في الأيام الأخيرة، لا سيما في محافظة حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية لجهة المساحة.
والتقى محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، في مدينة سيئون يوم الجمعة الماضي، قائد غرفة التحالف في وادي وصحراء حضرموت، المقدّم السعودي علي المطيري، بحضور وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عامر العامري، وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح طيمس.
وجرى، خلال اللقاء، مناقشة الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة، وأبرز الاحتياجات التي من شأنها رفع كفاءة الوحدات العسكرية والأمنية والأفراد. وثمّن بن ماضي "الدعم اللامحدود الذي تقدّمه السعودية لليمن عموماً، وحضرموت بشكل خاص، ومساندتها الدائمة لبلادنا في مختلف المراحل" وفقاً لإعلام المحافظة.
من جهته، أكد المطيري "وقوف المملكة المساند والصادق إلى جانب الشعب اليمني في حربه ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، حتى تحرير كامل ترابه وعودة مؤسسات الدولة، واستمرار الدعم السعودي للقطاعين العسكري والأمني لمحافظة حضرموت، في سياق حرصها الدائم على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار".
تسليم مواقع لقوات درع الوطن
ويأتي اللقاء، بحسب ما قال الناشط الصحافي ماجد الكثيري، لـ"العربي الجديد": "ضمن التحرك السعودي في حضرموت للتنسيق وتسليم مواقع لقوات درع الوطن"، وذلك بعد أيام على بداية تسلم بعض تلك القوات، المكونة من أبناء المحافظة، مواقع في المنطقة. وهذه الخطوة تهدف إلى "تمكين أبناء حضرموت، وقطع الطريق على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتذرع بأن القوات الموجودة على الأرض من محافظات شمال البلاد"، وفق الكثيري.
وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن مرسوم رئاسي عن "درع الوطن" كقوة احتياط بقيادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وهي قوة معظم المنتسبين إليها من التيار السلفي وتنتشر في محافظات الجنوب. ولاحقاً وصلت تعزيزات عسكرية سعودية كبيرة لتلك القوات إلى عدن والضالع.
وبالتزامن مع هذا اللقاء، كان وفد سعودي، من قوات التحالف بقيادة اللواء سلطان البقمي، قائد الدعم والإسناد لقوات التحالف في منطقة شرورة السعودية، والعقيد ذيب الشهراني قائد القوة السعودية في عدن، يلتقي عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، والمدعوم من الإمارات، حيث يقيم وتتمركز قواته في منطقة المخاء المطلة على باب المندب.
وقالت وسائل إعلام مقربة من طارق صالح إن اللقاء "ناقش مستجدات الوضع في مسرح العمليات الحربية في ظل التصعيد العدواني لمليشيا الحوثي. كما استعرض الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع الوضع وردع التهديدات الحوثية المزعزعة للاستقرار والمقوّضة لجهود السلام".
وأضافت أن طارق "أثنى على الجهود الأخوية الصادقة والتضحيات التي بذلها التحالف، خصوصاً الأشقاء في السعودية والإمارات، في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في معركته المصيرية ضد أدوات إيران في اليمن".
استمرار الدعم السعودي
وكان الوفد ذاته زار، يوم الخميس الماضي، برفقة وزير الدفاع اليمني الفريق محسن محمد الداعري وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، مواقع التماس مع الحوثيين في جبهة ثرة شمال محافظة أبين، وهي المنطقة الجبلية التي تفصل أبين (جنوباً)، عن البيضاء وسط اليمن.
واطلع الوفد "على المستجدات الميدانية"، فيما أكد البقمي "استمرار التحالف في تقديم الدعم والإسناد للقوات المسلحة حتى تحقيق السلام الشامل"، وفق الإعلام الرسمي.
من جهته، أكد الداعري خلال الزيارة أن "القوات المسلحة تتمتع بجاهزية قتالية عالية، وعلى أهبة الاستعداد لهزيمة المشروع الإيراني، واستكمال تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، ما لم تجنح هذه المليشيات للسلام وفق المرجعيات المتفق عليها".
اجتماع أمني في شبوة
وقبل أيام أعلنت وكالة الأنباء السعودية عن لقاء جمع قيادة التحالف بقادة عسكريين وأمنيين من شبوة (من مناوئي المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ شبوة الموالي للإمارات)، وهو أول لقاء من نوعه منذ غادرت تلك القيادات المحافظة، عقب مواجهات تدخّل فيها طيران مسيّر لصالح "الانتقالي" في أغسطس/آب العام الماضي.
وقالت الوكالة إن اللقاء ناقش عدداً من الموضوعات، التي لم تفصح عنها، ووصفتها بذات الاهتمام المشترك. ونشرت صوراً تظهر لقاء الطرفين في صحراء وأخرى في مكتب، قال مصدر عسكري مطلع إنه في منطقة شرورة السعودية.
وذكرت الوكالة أن "القادة اليمنيين في المحافظة أعربوا عن حرصهم على مستقبل اليمن وتوحيد الصف ونبذ الخلافات، وعدم التصعيد وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية بما يخدم تطلعات الشعب اليمني".
وقال مصدر عسكري مطلع لـ"العربي الجديد" إن اللقاء يأتي ضمن حراك سعودي لترتيب وضع مختلف في محافظة شبوة، والتي تعد منطقة نفوذ مهمة وبوابة لتأمين حضرموت والمهرة شرقاً، يضمن "عودة المحافظة لحضن الدولة".