تجسيداً للمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن نتيجة 8 سنوات من الحرب، يُكابد أكثر من 860 مريضا، معظمهم من كبار السن، ضعف وفقدان البصر.
ويزداد احتمال إصابة هؤلاء بالعمى من جراء تردّي الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى غياب المراكز الصحية المتخصصة بأمراض العيون في مناطقهم منذ 5 سنوات. وانطلاقاً من أكواخ تحكي معاناتهم، يقصدون وجهتهم شبه الدائمة بمساعدة ذويهم على أمل العلاج من مرضهم الذي أعاق حركتهم اليومية. مستنداً إلى يد أبيه المسن، يقول عبده أحمد طيب الذي كان يعمل راعياً: "حياتي أصبحت مليئة بالحزن واليأس وأنا في بداية العقد الرابع من عمري. ليس بمقدوري تأمين قوت يومي بعدما فقدت مصدر رزقي الذي كنت أعمل به منذ طفولتي.
والديّ يساعدانني في تسيير شؤون حياتي اليومية بعد انفصالي عن زوجتي". ويعاني طيب أحد أمراض العيون الذي أدى إلى فقدانه البصر في إحدى عينيه وإصابة الأخرى بضعف شديد بالرؤية، ويعدّ واحداً من مئات المرضى الذين يُكابدون أوجاع مرضهم.
ويتشارك مهدي خبش عاتي (72 عاما) أوجاع وآلام طيب ولكن بشكل مختلف. ويقول: "عدت خالي الوفاض بعد رحلة قصيرة إلى السعودية عبر منفذ مؤقت نظراً لارتفاع التكاليف الباهظة للعلاج التي تتجاوز ألفي دولار أميركي".
الطفل عبدالله محمد أُصيب بحجر في رأسه بينما كان نائماً، ما أدّى إلى فقدان بصره كلياً. وتقول والدته: "فوجئت بفقدان طفلي البصر بعد 15 يوماً من الحادثة".