لم تتوقف أحلام نجل مؤسس مليشيات الانقلاب علي حسين الحوثي، بل ترجمها للواقع ليصبح أكبر قيادي أمني جلاد للمعتقلين في أقبية الموت باليمن.
فالملف الأسود، الذي ارتكبت فيه مليشيات الحوثي فظائع تُحصى ولا تُعد بحق المعتقلين، صار في قبضة الابن الأكبر للمؤسس الأول للمليشيات الحوثية، والذي يحاول جمع العديد من المهام تمهيدا لتولي "الزعامة".
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أمنية رفيعة في صنعاء، أن مليشيات الحوثي أوكلت ملف المعتقلين والمختطفين والمغيبين قسريا في السجون والمعتقلات الحوثية إلى نجل مؤسس الجماعة الإرهابية، علي حسين الحوثي.
وقالت المصادر، إن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي وجه قيادات الصف الأول بعدم التوجيه بالإفراج عن أي معتقل أو مختطف دون الرجوع إلى القيادي علي حسين الحوثي باعتباره المسؤول الأول عن العمليات الأمنية، وكل ما يرتبط بها من اعتقالات واختطاف وتغييب قسري.
وينتحل علي حسين الحوثي رتبة "لواء"، رغم حداثة سنه، إذ يقود ما تسمى قوات النجدة بصنعاء، كما يشغل حاليا منصب ما يُعرف بـ"مدير القيادة والسيطرة".
منصب انتحله "اللواء المزمع" فيما تعرف بوزارة الداخلية التابعة لحكومة الانقلاب غير المعترف بها، والذي يقودها عمه الإرهابي عبدالكريم الحوثي.
الجنوب وتعز
وأصبح القيادي الحوثي ونجل مؤسس المليشيات الحوثي عمليا هو المسؤول عن كل أوامر الإفراج والاعتقالات والاختطافات. ووفقا للمصادر فقد كلف مندوبين عنه في كل المرافق التي تتخذها المليشيات كمقرات اعتقال وسجون غير شرعية.
المصادر نفسها أكدت أن القيادي الحوثي علي حسين الحوثي نجل شقيق زعيم المليشيات الحالي عبدالملك الحوثي، طلب من مندوبيه ملفات مصورة عن عمليات التحقيق مع المعتقلين والمختطفين في مدينة الصالح بمحافظة تعز أحد أكبر المعتقلات الحوثية.
وقالت المصادر، إن الحوثي الصغير وجه بعدم الإفراج عن أي معتقل أو مختطف ينتمي للمحافظات الجنوبية ومحافظة تعز، وأن يتم تسليمه مقاطع مصورة للتحقيقات مع كل من ينتمي إلى هذه المناطق ويكون موجودا في معتقل مدينة الصالح في الجزء الخاضع لسيطرة الحوثيين بمحافظة تعز.
وفي إطار صراعه مع القيادي الحوثي البارز أبوعلي الحاكم، أكدت المصادر أن "اللواء المزعوم" رفض أي تدخل للقيادي الحوثي الحاكم، بل ووجه مسؤولي الأمن في مناطق المليشيات بعدم التعاطي مع توجيهات الاستخبارات العسكرية والتي يرأسها الحاكم بزعم أن "السجون والمعتقلات تتبع ما يسمى وزارة الداخلية وقطاعاتها".
انقلاب داخلي
ويرى مراقبون أن منح صلاحيات واسعة لشقيق نجل زعيم المليشيات يعني انقلابا داخليا وقع بالهيكل الهرمي الحوثي وتجريدا تدريجيا لما يسمى وزير داخلية الانقلاب عبدالكريم الحوثي من نفوذه الذي اكتسبه منذ بداية الانقلاب بحكم صلة القرابة التي تجمعه بزعيم المليشيات.
ويؤكد المراقبون أن زعيم المليشيات يعمل على منح علي حسين الحوثي نجل شقيقه صلاحيات ونفوذا كبيرا في الجانب الأمني لمواجهة عبدالكريم الحوثي وزير داخلية الانقلابيين ومحمد علي الحوثي صاحب النفوذ الكبير داخل هيكل المليشيات والمناطق غير المحررة.
وكانت مصادر أمنية في صنعاء، قالت في وقت سابق لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تستعد لتشييد جهاز أمني تحت اسم "جهاز أمن الثورة"، وستكون مهامه مقتصرة على الجانب العسكري والجبهات بقيادة نجل مؤسس المليشيات حسين الحوثي.
ويسعى الشاب الطامح للزعامة خلافا لأبيه مؤسس المليشيات إلى الهيمنة على جناح عسكري ممثل بمليشيات "النجدة" وتشييد جناح استخباراتي، فضلا عن اتخاذ ملف المعتقلين كورقة للنفوذ السياسي.
تخبط حوثي وانقلاب داخلي يتزامن مع انتهاكات وحشية للانقلابيين تُرتكب داخل أكثر من 641 معتقلا، بينها 111 معتقلا سريا شُيدت داخل أقبية المؤسسات الحكومية كالمواقع العسكرية، وأخرى في المباني المدنية كالوزارات والإدارات العامة، وفقا لتقارير حقوقية يمنية.
وتؤكد التقارير أن مليشيات الحوثي لا تزال تعتقل نحو 4 آلاف و201 مدني في معتقلاتها من بينهم ألف و317 مدنيا مختفين قسراً في سجون الحوثي وذلك خلافا عن آلاف الأسرى والمعتقلين السياسيين والصحفيين.
وكانت مليشيات الحوثي أصدرت مؤخرا أحكام إعدام بحق 16 معتقلاً من أبناء محافظة صعدة ما أثار تنديدا يمنيا رسميا وشعبيا واسع النطاق ومثل بمثابة باكورة أعمال القيادي علي حسين الحوثي، نجل مؤسس المليشيات.