شدت أم الشاب عمر أحمد عبدالله عقلان (37 عام) قبل أربعة أيام رحالها عازمة السفر من تعز إلى صنعاء لزيارة ولدها المخفي في سجون مليشيا الحوثي منذُ العام 2018م، لتكشف بهذه الزيارة عن جريمة تسترت عليها مليشيا الحوثي عامين كاملين.
عقب وصولها صنعاء تنقلت الأم بلهفةٍ وشوق من سجنٍ إلى آخر، ومن مشرف حوثي إلى آخر بحثا عن ولدها وفلذة كبدها، علّها تجده بعد غياب دام لسنوات، ورغم الصعاب لكن أم عمر رفضت اليأس وواصلت محاولاتها.
وبعد عناء البحث والترجي أخذها المشرف الحوثي (الجلاد) مسؤول ملف السجناء لدى المليشيات المدعو عبدالقادر المرتضى إلى مستشفى 48 في صنعاء ،وكانت المفاجئة والصدمة غير المتوقعة.
فتح الحوثي عبدالقادر ثلاجة الموتى وتجد الأم المكلومة ولدها عمر في تلك الثلاجة، لتصيبها الصدمة والفاجعة وهي تنظر ابنها جثة هامدة ، وآثار التعذيب على جسده، لتفقد وعيها وتدخل في غيبوبة.
يقول التقرير الطبي لمستشفى 48 بأن عمر احمد عقلان وصل الى المستشفى في تاريخ 16/11/2020 أي قبل عامين وكان عليه اصفرار وتوقف الكبد وفاقد للوعي وتورم في الساقين من اثار التعذيب وتقيئ دموي، وبحسب التقرير بأن حالة عقلان كانت ميؤوس منها.
ضل عقلان في ثلاجة الموتى لمدة عامين دون كشف المليشيات حالة وفاته لأسرته ، حتى اضطرت امه للسفر الى صنعاء للبحث عن مصير ابنها الذي لم تسمع له صوت خلال العامين، في الوقت الذي كانت تتلقى أخبارا كاذبة من ادارة السجن بان ولدها على قيد الحياة.
يقول التقرير الطبي الصادر عن مستشفى 48 بصنعاء فإن عمر عقلان قد توفى بعد ايام معدودة من وصوله الى المستشفى خلال العام 2020م ، وبحسب شهادات عائلة عقلان فإن مليشيا الحوثي ظلت تتكتم على خبر وفاته منذُ عامين، وتراوغ أسرته بأخبار كاذبة بأنه بخير.
خلال هذه المدة كانت ادارة السجن وبإشراف من المدعو عبد القادر المرتضى تطالب عائلة عقلان بإرسال أموالا ومصايف لـ عمر بناء على طلبه، فيما عمر كان قد توفى بفعل التعذيب الوحشي ولم تسعفه حتى الأدوية للنجاة من الموت.
وقد أدان مكتب حقوق الانسان بأمنانه العاصمة ما تعرض له المختطف عقلان من تعذيب حتى الموت في سجون المليشيات، وقال المكتب في بيان له أنه تلقى بلاغا يؤكد وفاة الأسير عمر أحمد عبدالله عقلان ، في سجن الحوثيين ، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمد بعد وقوعه في الأسر في مديرية كتاف بمحافظة صعدة في العام 2018.