أجرى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، اليوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً بمحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة لمتابعة سير العمليات القتالية والأوضاع في المحافظة. واستمع نائب رئيس الجمهورية، خلال الاتصال، إلى تقرير موجز عن مستجدات الوضع الميداني والانجازات التي يحققها أبطال الجيش والمقاومة وألوية العمالقة بمساندة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية في سبيل توفير الخدمات وتلبية متطلبات المواطنين والنازحين في المحافظة. وأشاد نائب الرئيس، بالانتصارات التي يحققها الأبطال من قوات الجيش والمقاومة الشعبية وألوية العمالقة وأبناء القبائل في مختلف جبهات وميادين الحرية والكرامة ضد المليشيات الحوثية الإيرانية بمحافظتي شبوة ومأرب. وأشار نائب الرئيس، خلال الاتصال، إلى صمود واستبسال أبناء مأرب ورجالها الأشاوس الذين وقفوا في طليعة القوى الوطنية المتصدية للمشروع الإيراني وأذنابه، مؤكداً بأن صمود وثبات مأرب وقبائلها وتضحيات وبسالة الجيش الوطني والمقاومة ستكون جميعها بوابةً للنصر على المشروع الحوثي الإيراني، واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها الدستورية. وعبر نائب رئيس الجمهورية، عن تقديره البالغ لدور الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودعمهم المستمر للقوات المسلحة والشعب اليمني في مختلف المجالات وفي التصدي لمشروع التخريب والتدمير الإيراني. من جانبه عبر محافظ مأرب عن تقديره لاهتمام ومتابعة القيادة السياسية، متطرقا إلى عدد من القضايا والموضوعات المرتبطة بالمحافظة، وذلك حسب ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"
استنفرت الميليشيات الحوثية في الأسبوعين الأخيرين كبار قادتها ومشرفيها في خمس محافظات يمنية لشن حملات تجنيد جديدة لتعويض عناصرها القتلى والجرحى في معارك مأرب وشبوة، غير أن مساعيها قوبلت بإحجام شعبي وتجاهل قبلي، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»,
ونتيجة الخسائر البشرية المتلاحقة التي تكبدتها الجماعة ولا تزال في جبهات مأرب على أيدي قوات العمالقة والجيش الوطني المسنودة بطيران التحالف الداعم للشرعية، ذكرت المصادر أن الجماعة شنّت خلال الأسبوعين الأخيرين عبر مشرفيها وأتباعها حملات تجنيد جديدة في أوساط المدنيين والأطفال في كل من العاصمة صنعاء وريفها ومحافظات ريمة وإب وذمار.
وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الرفض الواسع في أوساط سكان صنعاء العاصمة لمشروع الموت والهلاك الحوثي، وعزوفهم عن الاستجابة لدعوات التعبئة والتحشيد في صفوفهم، أصابت قادة الميليشيات بالإحباط، ما دفع البعض من قادتها إلى اللجوء مجدداً إلى توسل بعض شيوخ القبائل، في مسعى للتدخل لإنقاذ جبهاتهم بعد إغرائهم بالأموال والمناصب.
ووفق المصادر ذاتها، فقد فشلت الجماعة في استقطاب أي مجندين جدد في أغلب الأحياء والمديريات التابعة للعاصمة وفي قرى وعزل تتبع محافظة ريف صنعاء خلال أكثر من أسبوع منذ بدء الحملة الجديدة التي كانت قد وجهت الجماعة بتنفيذها للتحشيد إلى الجبهات.
وأشارت المصادر إلى أن قادة الميليشيات في صنعاء استشاطوا غضباً عقب تلقيهم معلومات بفشل عمليات التجنيد بمعظم المناطق تحت سيطرتهم، ما جعلهم يصدرون تعميمات عاجلة تحض قادتهم الأمنيين على سرعة محاسبة المشرفين والقادة المسؤولين عن الأموال المخصصة للحشد والتعبئة بعد إخفاقهم.
وفي الوقت الذي لا تزال تعاني فيه الجماعة الانقلابية من عجز كبير في ضم مقاتلين جدد إلى صفوفها مع فشلها الذريع في إقناع رجال القبائل بإسنادها بمقاتلين بغية إنقاذ جبهاتها المتهاوية، أفادت مصادر محلية في محافظة ريمة لـ«الشرق الأوسط»، بأن الجماعة فشلت في حشد أهالي عُزل وقرى مديريتي الجبين وبلاد الطعام في ريمة إلى وقفاتها التعبوية ومن ثم التحشيد إلى الجبهات القتالية.
وأكدت المصادر في ريمة أن أتباع الجماعة حاولوا منتصف الأسبوع الماضي استخدام جميع وسائل الضغط والترهيب بحق أهالي تلك المناطق بغية تحشيدهم إلى الوقفات ثم الجبهات، لكنها قوبلت جميعها بالرفض الواسع.
وفي محافظتي ذمار وإب، ذكرت مصادر محلية، لـ«الشرق الأوسط»، أن عمليات التحشيد التي نفذتها الميليشيات خلال الأيام الماضية بعدة مديريات قوبلت هي الأخرى بالرفض والاستياء الواسع من قبل أهالي تلك المناطق، خصوصاً بعد أن أدرك الكثير منهم أن أولادهم وذويهم الذين ساقتهم الجماعة سابقاً إلى الجبهات عادوا إليهم جثثاً هامدة في حين تركت الجماعة أسرهم وأطفالهم يصارعون الجوع دون حتى الالتفات لمعاناتهم ومطالبهم المعيشية.
ولفتت المصادر إلى أن خيبات الأمل التي مُنيت بها الجماعة بعملية التحشيد تلك قادت إلى إشعال خلافات حادة بين كبار قادة الميليشيات في المحافظتين ومشرفيهم القائمين على حملات الاستقطاب والتجنيد في بعض المديريات والقرى والعزل، حيث سادت اتهامات بينية بالخيانة والتقاعس وسرقة الأموال المخصصة لإغراء المجندين.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أطلقت الميليشيات العشرات من حملات التعبئة والتحشيد إلى ميادينها في المدن والقرى الخاضعة لها بغية تحقيق أي تقدمات في بعض الجبهات القتالية، خصوصاً تلك التي تلقت فيها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وكانت الميليشيات لجأت خلال فترات ماضية إلى الدفع بأمنها النسائي المعروف بـ«الزينبيات» لتولي مهمة استقطاب الأطفال وتجنيدهم بطرق شتى، منها ترغيب أمهاتهم وترهيبهن في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الانقلابيين، بحسب مصادر محلية تحدثت بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط».
وحذر سكان في المناطق المستهدفة من مغبة مواصلة ميليشيات الحوثي تحركاتها الحالية لاستقطاب الأطفال وصغار السن بمناطق سيطرتها وغسل أدمغتهم بالأفكار الطائفية والمتطرفة، ومن ثم الزج بهم كوقود لعملياتها العسكرية المختلفة.
وبحسب المصادر، سعت الميليشيات الحوثية من خلال تلك الممارسات التي رافقت أغلبها أعمال عنف ومصادرة للحقوق وحرمان الأطفال من حق التعليم والحياة، إلى تحريض الأطفال المجندين على القتل والعنف والطائفية واستخدامهم فيما بعد وقوداً لمعارك الجماعة