قررت الحكومة اليمنية أمس الأحد إيقاف عمليات التحويلات عبر الشبكات المالية الداخلية مؤقتاً كما أقرت حزمة من الإجراءات الاقتصادية العاجلة لوقف التدهور الحاد والمستمر لقيمة العملة الوطنية، أمام العملات الأجنبية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن اجتماعا مشتركا للحكومة والبنك المركزي اليمني برئاسة رئيس الحكومة معين عبدالملك بمدينة عدن اليوم الأحد أكد على دعم الحكومة للإجراءات التي اتخذها البنك المركزي بإيقاف تراخيص مزاولة أعمال الصرافة لعدد من الشركات ومنشآت صرافة غير ملتزمة بقانون تنظيم أعمال الصرافة.
وشدد الاجتماع على أهمية اتخاذ كل الإجراءات الهادفة لمنع الاختلالات والمضاربة في سعر الصرف والإضرار بحالة الاستقرار في السوق.
كما أكد على أهمية المتابعة الميدانية من البنك المركزي للتنفيذ وتقييم الوضع بشكل مستمر، والعمل على التطبيق الصارم لقانون شركات الصرافة، وما يتضمنه من إجراءات الفحص والتدقيق في العمليات المالية أولا بأول.
وأعلن البنك المركزي اليمني رسميا مساء السبت وقف 54 شركة ومحال صرافة في مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد وسحب تراخيص مزاولة نشاطها لعدم التزامها بقانون تنظيم أعمال الصرافة وتعليمات البنك.
يأتي وقف المركزي اليمني لهذا العدد الكبير من شركات الصرافة في وقت واصلت قيمة العملة اليمنية هبوطها الحاد والقياسي لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار والعملات الأجنبية في مدينة عدن، حيث اقترب سعر الدولار من حاجز 1400 ريال، وسط موجة غير مسبوقة من الغلاء وارتفاع أسعار السلع الغذائية في عدن ومحافظات الجنوب.
وذكرت الوكالة أن الاجتماع أقر أيضا تنفيذ حزمة إجراءات متوازية ومنها ترشيد فاتورة الاستيراد وتنظيم الطلب على العملة الصعبة لتغطية عمليات الاستيراد للاحتياجات الأساسية.
كما وجه وزارة الصناعة والتجارة بتقديم قائمة بالسلع الكمالية المقترحة الممكن تعليق استيرادها لمنع استنزاف العملة الصعبة.
وكلف الاجتماع الوزارات والجهات المختصة بتشديد الإجراءات في المنافذ لمنع عمليات تهريب العملة الأجنبية، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ذلك، وحصر نقل المبالغ إلى الخارج وفقا لآلية يقرها البنك المركزي، وبما يساعد البنوك التجارية وفقا لمعايير الافصاح والامتثال.
ويقول متعاملون إن سرعة التطورات السياسية والعسكرية في اليمن أدت إلى انخفاض غير مسبوق لسعر صرف الريال بواقع حوالي 150 ريالا أمام الدولار خلال عشرة أيام فقط.
وقال صرافون ومتعاملون في عدن لرويترز إن تحسنا طفيفاً طرأ على أسعار صرف الريال اليمني في تداولات السوق السوداء مساء الأحد، عقب إجراءات الحكومة والبنك المركزي بحق بعض شركات الصرافة، بعد موجة هبوط حاد دفعت قيمته إلى أدنى مستوى على الإطلاق في أواخر الأسبوع الماضي عندما تجاوزت حاجز 1380 ريالا للدولار.
وذكر صرافون لرويترز أن الريال اليمني ارتفع إلى 1325 ريالا للدولار للشراء و1375 ريالا للبيع من 1350 ريالا للدولار للشراء و1380 ريالا للبيع مساء السبت، مقارنة مع 1320 ريالا يوم الخميس ونحو 1210 ريالات للدولار قبل 10 أيام.
وقال عمار عبدالله وهو موظف بإحدى شركات الصرافة بعدن لرويترز إن هناك إقبالا شديدا لشراء العملات الأجنبية خاصة الدولار الأمريكي والريال السعودي مما تسبب في أزمة انعدام السيولة النقدية الأجنبية.
وأكد أن السوق المالية المصرفية تواجه ضغطا وإقبالا شديدين من المستوردين وكبار تجار المواد والسلع الغذائية لتوفير السيولة النقدية الأجنبية ويقومون بشراء الدولار والريال السعودي بأعلى من سعرهما بفارق كبير في السوق السوداء.