وسط صراعات حول النفوذ والمكاسب تفاقمت التصفيات الداخلية في أوساط مليشيا الحوثي التي أعلنت أمس الأول (الثلاثاء) وفاة نجل نائب رئيس ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» الحوثية اللواء عبدالقادر الشامي دون أن تحدد أسباب الوفاة، فيما ترددت معلومات موثقة أنه تعرض لعملية تصفية. وعلمت «عكاظ»، من مصادر متطابقة، أن جهاز الأمن الوقائي التابع للمليشيا ويشرف عليه خبراء إيرانيون يقف وراء عمليات تصفية القيادات الحوثية التي لا تنتمي إلى صعدة، ويتهمها بالفساد والخيانة.
وأفادت المصادر، بأن الدكتور علي عبدالقادر الشامي (37 عاماً) كان يشغل منصب نائب عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة صنعاء، وكان قد ألمح في منشور على حسابه في «فيسبوك» قبل يومين من إعلان وفاته إلى وجود رشوة ووساطات في القبول بكلية الطب. وأكدت أن مصير علي الشامي لا يختلف عن مصير عمه يحيى الشامي وزوجته ونجله اللواء زكريا الذين جرت تصفيتهم العام الماضي في منزلهم بشكل جماعي ليتم الإعلان بعدها عن وفاتهم في أوقات متفاوتة.
وكشفت المصادر أن الخلافات الداخلية بين صفوف المليشيا مستفحلة لكن تتم التغطية عليها، مؤكدة أن زعيم المليشيا الإرهابي عبدالملك الحوثي أصدر توجيهات بالتخلص من كل القيادات التي تحاول انتقاد ما يطلق عليه «المسيرة الحوثية» أو تطالب بإصلاحات وتعارض التدخلات الإيرانية في اليمن. وتناقل نشطاء حوثيون على صفحات التواصل الاجتماعي خبر وفاة الدكتور علي عبدالقادر الشامي دون الحديث عن أسباب وطبيعة وفاته. وأثار موته المفاجئ استغراب الأوساط الشعبية ودائرة معارفه، لاسيما وأن الوفاة لم يسبقها أعراض مرضية ولم يشكي من أي اعتلال صحي، كما حدثت بعد ساعات قليلة من نشره لمنشور مطول على صفحته في فيس بوك كما هي عادته دون أن يلمح إلى تفاصيل صحية.