كغيره ممن انطلت عليهم خديعة عفو الحوثي، وجد الشاب جمعان أحمد مرشد اليشيعي نفسه في سجون المليشيات الانقلابية، عقب انخداعه بكذبة العفو، وعودته إلى منطقته في محافظة عمران.
قبل سنوات التحق جمعان بصفوف الجيش الوطني بمحافظة الجوف، وقبل أيام تواصل به أقاربه وأقنعوه بالعودة إلى قريته تحت كذبة ( عفو السيد)، وعندما عاد وقعت الكارثة.
تقول مصادر محلية في المنطقة " بمجرد وصول جمعان إلى قريته بمديرية خمر، تم اختطافه من قبل ما يسمى بالأمن الوقائي التابع للمليشيات، وإخفاءه لعدة أيام، ومارس عليه أبشع انواع التعذيب والضرب والترهيب حتى فقد عقله".
وأضافت المصادر أن المليشيات أطلقت الشاب وقد فقد عقله مقيداً بالسلاسل والاقفال وعليه آثار تعذيب وحشية، وهو في حالة صحية حرجة.
لم يكن جمعان هو الضحية الأولى، فقد سبقه الكثيرون ممن انخدعوا بكذبة العفو الحوثية، لعل أبرزهم الضحية أحمد محمد السهاقي" الذي عاد إلى قريته في ذمار ووجد نفسه خلف قضبان السجون، قبل أن يخرج منها جثّة هامدة محمولة على الأكتاف بعد أن خدعته المليشيا وقدمت له ضمانات ووعود بعدم المساس به.
وكان زعيم المليشيات الحوثية ، قد أطلق ما يسمى بـ"قرار العفو العام" بهدف التأثير على ضعيفي النفوس أوساط الشرعية وإعادتهم إلى قراهم التي تخضع لسيطرته، بعد أن فشلت حشوده في إحراز أي تقدّم صوب محافظة مارب رغم الهجمات الانتحارية التي بدأتها منذ مطلع العام الجاري 2020.
جمعان وأحمد صورة مأساوية مصغرة من نماذج كثيرة لمن انخدعوا وصدقوا مليشيات الحوثي وعادوا إلى ديارهم ووجدوا أنفسهم مكبلين باشتراطات وقيود وتعهدات تضيّق عليهم الخناق وتجعل منهم مختطفين محتملين، ما لم يُزج بهم مباشرة إلى السجون ليخرجوا منها جثث هامدة أو يزج بهم إلى جبهات القتال