أدانت هيئة علماء المسلمين بأشد العبارات انتهاك شرطة الكيان الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى المبارك واعتدائها على المصلين والمرابطين فيه وسفكها لدماء المئات في جريمة تؤكد حقيقة هذا الكيان الغاصب الذي لا يقيم وزنا للمقدسات ولا لدماء الأبرياء.
وأشادت الهيئة في بيان لها، بصمود المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وحذرت من مخططات تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس، معتبرة ذلك جريمة نكراء تضاف لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض منذ أكثر من سبعين عاما لجرائم متلاحقة من أقبح احتلال عنصري عرفه التاريخ.
ودعت الهيئة الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ إجراءات عملية على مستوى الحدث، والقيام بكل ما من شأنه دعم صمود أهلنا في القدس، وأن يتحملوا مسئولياتهم تجاه المسجد الأقصى المبارك ورفض كل صور الانتقاص من سيادة المسلمين عليه، وأن يقوموا بكل ما بمقدورهم القيام به للدفاع عن مقدسات أمتنا.
من جهة أخرى استنكرت هيئة علماء اليمن تحريض مليشيات الحوثي الانقلابية ضد الكعبة المشرفة والمسجد الحرام مؤكدة أن تهديد مليشيا الحوثي لهذا الأمن والأمان يمثل انتهاكا صارخا لحرمة البلد الحرام والمسجد الحرام.
وقال البيان " بعد أن نكلت مليشيات الحوثي الانقلابية التابعة لإيران بأبناء الشعب اليمني ودمرت وطنهم وأمنهم واستقرارهم، هاهي اليوم تكشف عن أجندتها الخبيثة تجاه مقدسات الأمة الإسلامية بإعلان رغبتها في استهداف أمن المسجد الحرام.".
نص البيان
الحمد لله رب العالمين القائل "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "سورة الإسراء:1
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه القائل " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" رواه أحمد.
أما بعد :
فإن هيئة علماء اليمن تتابع بقلق واستياء عميقين اعتداء شرطة الكيان الصهيوني على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك وعملها على تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس الشريف، وتواصلا لمواكبة الهيئة للأحداث وما بينه فضيلة الشيخ رئيس الهيئة في كلمته التي شارك بها مع علماء الأمة في ليلة السادس والعشرين من رمضان، فإن هيئة علماء اليمن تبين مايلي:
أولاً: تدين الهيئة بأشد العبارات انتهاك شرطة الكيان الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى المبارك واعتدائها على المصلين والمرابطين فيه وسفكها لدماء المئات في جريمة تؤكد حقيقة هذا الكيان الغاصب الذي لا يقيم وزنا للمقدسات ولا لدماء الأبرياء.
ثانياً: تشيد الهيئة بصمود إخواننا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، وتبشرهم بأنهم يقومون برباط في مسجد من أعظم المساجد وفي أفضل الشهور وفي خير الليالي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى " رواه البخاري ومسلم.
ثالثا : تحذر الهيئة من دعوة الجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك، وتدعو أبناء الشعب الفلسطيني العظيم ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك إلى شد الرحال إليه ، وأن يكونوا مع المرابطين فيه ، وأن يستمر رباطهم حتى يزول الخطر عن المسجد الأقصى المبارك.
رابعاً: تدين الهيئة اعتزام الكيان الصهيوني تهجير سكان حي الشيخ جراح وتحذر من مخططات تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس، وتعتبر ذلك جريمة نكراء تضاف لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض منذ أكثر من سبعين عاما لجرائم متلاحقة من أقبح احتلال عنصري عرفه التاريخ.
خامساً: تدعو الهيئة الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ إجراءات عملية على مستوى الحدث، والقيام بكل ما من شأنه دعم صمود أهلنا في القدس، وأن يتحملوا مسئولياتهم تجاه المسجد الأقصى المبارك ورفض كل صور الانتقاص من سيادة المسلمين عليه، وأن يقوموا بكل ما بمقدورهم القيام به للدفاع عن مقدسات أمتنا.
سادساً: تدعو الهيئة أبناء أمتنا العربية والإسلامية للتحرك وإسناد المقدسيين في انتفاضتهم بكل صور الدعم الممكن، وندعو رجال المال والأعمال والأثرياء للمساهمة في دعم صمود مدينة القدس وإسناد المرابطين وأهل بيت المقدس عبر مختلف المشاريع التي تزيد من تثبيتهم في أرضهم وحمايتهم للمسجد الأقصى المبارك.
ومن جهة أخرى فقد تابعت هيئة علماء اليمن تحريض مليشيات الحوثي الانقلابية ضد الكعبة المشرفة والمسجد الحرام بقولها في البيان الصادر عن ما سمي " رابطة علماء اليمن " التابعة لها بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أقاموه والصادر بتاريخ 24/رمضان/ الجاري 1442ه الموافق 6/5/ 2021م، والذي دعوا فيه في البند رقم 7 للسيطرة على المسجد الحرام بقولهم إن " أقرب طريق إلى المسجد الأقصى هو المسجد الحرام ".
فبعد أن نكلت مليشيات الحوثي الانقلابية التابعة لإيران بأبناء الشعب اليمني ودمرت وطنهم وأمنهم واستقرارهم، هاهي اليوم تكشف عن أجندتها الخبيثة تجاه مقدسات الأمة الإسلامية بإعلان رغبتها في استهداف أمن المسجد الحرام.
وعليه فإن هيئة علماء اليمن تبين التالي:
أولاً: تستنكر الهيئة هذه الفتاوى والتصريحات وتعتبرها دليلا إضافيا على انحراف وضلال وجهل هذه الفئة الباغية، فهذه التصريحات ما هي إلاّ جزء يسير مما تتكشف عنه النوايا المبيتة لهذه المليشيا ومن يقف وراءها وأحقادها على مقدسات الأمة الإسلامية، ويدخلون بهذا في معنى قوله تعالى " قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ " سورة آل عمران :118 .
ثانياً: لقد جعل الله المسجد الحرام مثابة للناس وأمناً، فقال عز وجل "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا" سورة البقرة : 125، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع بعد فتح مكة " إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ " رواه مسلم.
وتهديد مليشيا الحوثي لهذا الأمن والأمان يمثل انتهاكا صارخا لحرمة البلد الحرام والمسجد الحرام.
ثالثاً: الواجب على كل مسلم أن يحترم المسجد الحرام ويعظمه، ويحذر من معصية الله فيه، وأن يتقي غضبه وعقابه، فكيف بمن يهدد أمنه ويخوف المسلمين من أهل مكة والحجاج والمعتمرين، وقد توعد الله عز وجل بالعذاب الأليم كل من يريد اقتراف ذنب فيه ولو بمجرد الإرادة، فقال عز من قائل" وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "سورة الحج :25
رابعاً: إن هذا التهديد يعد تحديا لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، يتوجهون كل يوم في صلاتهم صوب المسجد الحرام، وهم جميعا مستعدون للدفاع عن أقدس مقدساتهم، وبذل المهج والنفوس في سبيل ذلك.
ختاماً: نسأل الله العلي القدير أن يحفظ مقدسات المسلمين في فلسطين والحرمين الشريفين وأمنها وقاصديها، وأن يقصم ظهر من أرادها بسوء، كما نبتهل إليه أن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم على الحق والدين.
((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
27/ رمضان 1442