بعد انقطاع طويل كان مصحوبا بتراشق الاتهامات وكيل المكائد، عادت فتح وحماس لطاولة المفاوضات من جديد منذ اللقاء التاريخي الأخير الذي جمع ممثل فتح جبريل الرجوب بممثل حماس صالح العاروري، وقد اتفق الطرفان بموجب هذا اللقاء على مواجهة التحديات السياسية المقبلة ضمن جبهة سياسية موحدة.
يعتبر الكثير أنّ فتح وحماس دُفعتا دفعًا لهذا الالتقاء، وأنّ الحديث عن وحدة فلسطينية شاملة وحقيقية لا يزال مبكرا جدّا، ويرى آخرون أنها خطوة جيدة في اتجاه مصالحة وطنية تامّة. إلا أنّ جزءا كبيرا من الشعب الفلسطيني عاب على فتح اختيار الرجوب ممثلا لها في اللقاء الأخير الذي جمعه بالعاروري، والذي وصف باللقاء التاريخي.
إسماعيل الرجوب شخصية مخضرمة جمع بين الكرة والسياسة والاقتصاد ويشغل حاليا منصب أمين سر اللجنة المركزية بحركة فتح.
من الضفة الغربية وغزّة، تحدث الكثير مؤخرا عن رفض شعبي للرجوب باعتباره شخصيّة غير وطنية وغير جامعة في هذا الظرف الاستثنائي.
ما السبب ؟ تحوم شبهات كثيرة حول شخص الرجوب، بالأساس متعلقة بالذمة المالية للرجل ومصادره المالية وعلاقاته السياسية غير المعلنة.
ينتمي الرجوب للطبقة السياسية الأكثر رفاهية في فلسطين، وعادة ما يُلاحق هؤلاء شبهات حول مصادر دخلهم وسُبل استثرائهم. لذلك يرى الفلسطينيون أنّ هذا القياديّ غير مؤهل لتمثيل شق سياسي فلسطيني أمام شقّ آخر لأن فلسطين اليوم تحتاج وحدة حقيقية ولا ينبغي إفساد هذه المساعي عبر خيارات سياسية خاطئة.
ستحكم الأيام والأسابيع المقبلة في مستقبل العلاقات بين فتح وحماس. على أمل أن تكون النوايا صادقة في توحيد الصف الفلسطيني، ينبغي على الجميع تحمل مسؤولية خياراتهم السياسية التي قد تؤثر على مستقبل أجيال فلسطينية بأكملها.