تفاجأ طلاب اليمن الدارسين في مدينة ووهان الصينية بتأجيل ترحيلهم المقر مسبقاً من قبل الحكومة في لحظاته الأخيرة.
وقال الطلاب ل" مندب برس" أنهم لم يبلغوا بقرار تأجيل الرحلة ووصل بعضهم إلى المطار وقاموا بإخراج تصاريخ مغادرة السكنات الجامعية واستقلوا الباضات مغادرين إلى المطار وإذا بهم يفاجأو بإلغاء الرحلة وعدم توضيح الأسباب أو تحديد موعد بديل مما ضاعف معاناتهم وزاد من الضغط النفسي عليهم .
إحباط بعد فرحة
رئيس اتحاد طلاب اليمن في الصين عبدالله دبوان قال أنه منذ ظهور فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية سارعت كل الدول إلى إجلاء رعاياها دون أي ضجيج وحدهم طلاب اليمن وجدوا أنفسهم في دائرة الإهمال لم يكترث لوضعهم أحد إلا الحكومة الصينية مشكورةً حيث اعتبرت حماية القاطنين في الصين جميعاً مواطنين وأجانب مسؤوليتها فكرست كل قدراتها ووظفت كل طاقتها لحماية الجميع من وباء كورونا.
وقال دبوان " أبلغت سفارتنا طلابنا قبل أكثر من أسبوعين بحزم امتعتهم والاستعداد للسفر رغم ان هذا جاء متاخراً مقارنة ببقية الجاليات العربية الا اننا قلنا بادرة خير ولكن استمر الانتظار لأكثر من أسبوعين ثم حددت بعد ذاك موعدا للسفر كان في تاريخ ٢٩- من الشهر الماضي وعندما تجهز الطلاب وخرجوا من جامعاتهم استعدادا للسفر بعد أن قاموا بتسليم السكنات الخاصة بهم وتوزيع كل ما لا يمكن حمله معهم وتسليم العهد التي لديهم للجامعات وخرجوا إلى طريقهم مغادرين جامعاتهم ومساكنهم إلى المطار يأتيهم بلاغ مفاجئ بأن عليهم العودة مجدداً إلى أماكنهم فقد تم تأجيل موعد السفر إلى ٣ من هذا الشهر".
ووصف رئيس الاتحاد ما تعرض له الطلاب من ضغط نفسي كبير حيث قال " شكل هذا الأمر صدمة كبيرة للطالب ومعاناة جديدة تسجل فوق التي قد عاناها سابقا وكيف له العودة إلى سكنه الذي قد قام بتسليمه وأصبح مسافرًا لا يملك الاّ أمتعته التي في حقيبته ويعود يجر اذيال الخيبة والمعاناة معه مجددا مكسور الخاطر لَا يستطيع النظر إلى وجه من ودعهم من مدرسيه وإدارة الجامعة "
وصف لحظة الانكسار والعودة من المطار
بدوره قال المسؤول الإعلامي للجنة الطلابية لاتحاد طلاب اليمن في مدينة ووهان محمد عوض عباس" أعلنت سفارة الجمهورية اليمنية بالصين عن موعد بدء إجلاء الطلاب اليمنيين الدارسين في مدينة ووهان الصينية إلى دولة الإمارات ، ورغم شعور الطلاب بالإحباط وفقدان الأمل وشعورهم باليأس ، إلا ان هذا الاعلان والذي أتى متأخرًا قد أعاد قليلا من الاطمئنان في أوساط الطلاب والأمل الذي فقدوه ، وقد بذلت اللجنة الطلابية في مدينة ووهان مع القنصلية جهود جبارة وعظيمة في عملية الترتيب والتنسيق لعملية اجلاء الطلاب اليمنيين ابتداءا من تجميع البيانات والوثائق المطلوبة كصور لجوازات السفر والإقامات ، وكذلك تنسيق نقاط الاجلاء وتصاريح خروج الطلاب من سكناتهم والتأكد من تواجد جميع الطلاب الراغبين بالسفر ، وبدء التحرك صوب مطار ووهان الدولي ".
ووصف عباس لحظة تلقيه وزملائه بخير التأجيل والصدمة الكبيرة حيث قال " الفرحة لم تكتمل ، حيث تفاجأنا بإبلاغنا من القنصلية اليمنية بتأجيل الرحلة وعودتنا إلى المساكن التي خرجنا منها ، دون ذكر سبب هذا التأجيل المفاجئ ، فلم يتضح السبب هذا حتى الآن فالبعض يقول انه خلل فني في المطار والبعض يقول انه بسبب عدم وجود التصريح لهذه الرحلة وظل الطلاب في غموض لا يعلموا لما تأجل إجلاءهم ولماذا أعيدوا إلى مساكنهم التي خرجوا منها بفرح بعد فرج أتى اليهم خلصهم مما هم فيه".
وقال محمد عباس " عاد الطلاب إلى مساكنهم يجرون ورائهم الخيبة وفقدان الأمل والشعور باليأس والإحباط ، فقد تعبوا وعانوا منذ خروجهم من السكنات حتى وصولهم إلى المطار بسبب القوانين الصارمة المفروضة على المدينة دون ان يتوج ذلك التعب بالنجاح وتحقيق للأمل الموعود والمنتظر ، واصفين ما حصل بالتلاعب بمشاعرهم".
وناشد عباس المسؤولين بالتدخل الفعلي بعيدا عن التصريحات دون أفعال حيث قال أما آن الأوان ان تتحقق مطالب ومناشدات الطلاب ! أما آن الأوان ان تتحقق رغبتهم بالخروج من هذا المدينة الموبوءة كي يطمئنوا ويذهب خوفهم وقلقهم على أنفسهم وعائلاتهم ! أما آن الأوان ان تحقق الحكومة وعودها وتنفذ قراراتها التي صرحت بها"
طلاب ووهان ... معاناة مستمرة
"الطلاب ابلغوا اسرهم اخيراً انهم عائدون من ووهان وتم الإعلان الرسمي ببيان من السفارة بعد تأكيدات وتطمينات بتكفل الإمارات بإجلائهم ووضعهم في الحجر الصحي في احد الفنادق هناك لمدة أربعة عشر يوم وحينها شد الطلاب أحزمتهم وانطلقوا صوب المطار بحسب التأكيدات الرسمية وفور وصولهم تم إلغاء الاجلاء وبدون ذكر الأسباب او سابق إنذار ...السفارة لم تبلغ الطلبة بإلغاء الرحلة بل دفعت بالباصات لتوصيل الطلبة الى المطار دون إشعارهم بما سيحدث في حالة إلغاء الرحلة" .
وأضاف الزهيري " المعاناة لم تنته بعد ،، الطلبة الذين قرروا السفر عاملوا على تصريحات خروج من السكنات الجامعية وسلموا كل ما في حوزتهم بما فيها المساعدات العينية الإنسانية للجامعة والبعض كانوا يسكنون مع أسرهم خارج الجامعات وسلموا الشقق لأصحابها على اعتبار ان مدة بقاءهم في اليمن قد تطول".
وعقب العودة وصف الزهيري معاناة الطلاب وعودتهم مكسورين قائلاً "تم التواصل مع الجامعات الصينية وبعد معاملات صعبة وافقت بعض الجامعات على اعادة الطلاب الى مساكنهم بينما لا يزال البعض يبحث عن سكن بعد ان سلموها لاصحابها"