كشف مسؤولون سابقون في المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) أن الوكالة لا تتجسس على دولة الإمارات، على عكس السعودية، وهو ما يعد سلوكاً استثنائياً بالنسبة لأحد أكبر وأشهر أجهزة الاستخبارات في العالم.
ونقلت وكالة "رويترز"، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، عن ثلاثة مسؤولين سابقين في "CIA" قولهم، إن الوكالة لا تمارس ما يسمى "الاستخبارات البشرية" في الإمارات (أي جمع معلومات استخباراتية أكثر قيمة من مخبرين محليين عن حكومتهم)، ما يشكل حسب منتقدي هذا الأسلوب "بقعة عمياء خطيرة" في جهود "CIA".
وأشارت "رويترز" و"خبراء في مجال السياسة الخارجية"، إلى أن الجديد في هذه القضية ليس موقف واشنطن، بل التغيرات التي طرأت على سياسات أبوظبي الإقليمية خلال السنوات الأخيرة.
الإمارات استغلت غياب التجسس وتخوض الإمارات اليوم حروباً وتنفذ عمليات سرية، وتستخدم نفوذها المالي لتغيير سياسات المنطقة بطريقة تتضارب في كثير من الأحوال مع مصالح الولايات المتحدة.
وتطرق التقرير إلى دعم الإمارات لقائد "الجيش الوطني الليبي" خليفة حفتر، ودورها في مقاطعة قطر، بالإضافة إلى استئجارها موظفين سابقين من وكالة الأمن القومي الأمريكية كـ"هاكرز" ضمن إطار برنامج تجسس يطول على وجه الخصوص مواطنين أمريكيين.
وقال مسؤول سابق في "CIA" إن هذه المخاوف لا تخص فقط السياسات الإقليمية للدولة الخليجية بل والتقارب بين الإمارات وروسيا والصين، حيث وقعت أبوظبي وموسكو العام الماضي اتفاقية شاملة للشراكة الاستراتيجية.
وحذر مسؤول سابق من أن عجز الوكالة عن التكيف مع طموحات الإمارات العسكرية والسياسية المتزايد، هو بمنزلة "تقصير في أداء الواجب".
أمريكا غير مهتمة في غضون ذلك أشارت "رويترز" إلى أن الاستخبارات الأمريكية لا تترك الإمارات دون أي اهتمام، إذ تعمل وكالة الأمن القومي على "رصد إلكتروني" لداخل الإمارات، وهو نوع أقل خطورة وكفاءة لجمع المعلومات.
وأصبحت الإمارات بذلك ضمن قائمة قصيرة للغاية تضم عدة دول لا تتجسس عليها "CIA"، وهي تضم أيضاً الأعضاء الأربعة الآخرين في الائتلاف الاستخباراتي المعروف بـ"خمس عيون"، وهي أستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا وكندا.
وأشارت الوكالة إلى أن "CIA" تمارس "الاستخبارات البشرية" في جميع الدول تقريباً التي لدى الولايات المتحدة مصالح فيها، ومن ضمن ذلك حلفاء رئيسيون لواشنطن.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين سابقين في "CIA" وضابط استخباراتي سابق في دولة خليجية تأكيدهم أن أنشطة وكالة الاستخبارات الأمريكية، تستهدف كثيراً حليفاً مهماً جديداً لواشنطن في المنطقة، هو المملكة العربية السعودية.
ولفتت إلى أن المخابرات السعودية سبق أن ألقت القبض على عدة وكلاء لـ"CIA" حاولوا تجنيد مسؤولين محليين كمخبرين، وطُردوا من البلاد دون الإعلان عن ذلك.
وواجهت السياسة السعودية في الآونة الأخيرة انتقادات أمريكية لاذعة، خصوصاً بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، واتهم تقرير لـ"CIA" القيادة السعودية، وعلى رأسها ولي العهد محمد بن سلمان، بالضلوع في الأمر.