سلطت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الضوء على الأعمال العدائية التي يرتكبها مسلحو الحوثي بعد استيلائهم على العاصمة صنعاء، والتي تشمل الاستهداف الممنهج للمحتجين السلميين بتهديدات القتل والاختطاف والضرب العنيف.
ونقلت الصحيفة عن مجموعات حقوق إنسان قولها، إن هناك تزايدا في استعمال الأساليب الوحشية من قبل الحوثيين بهدف منع التظاهرات التي انطلقت عقب إطاحتهم بالحكومة اليمنية المدعومة أميركيا في صنعاء الشهر الماضي وحلهم للبرلمان.
وأوضحت الصحيفة أن طعن الحوثيين المتظاهرين بالخناجر وغيرها من التدابير العنيفة نجم عنها على ما يبدو أثر عكسي، فقد ازدادت الحشود المناهضة لمسلحي الحوثي في الحجم والعدد، الأمر الذي يثير مخاوف متزايدة من انحدار اليمن نحو حرب أهلية شاملة.
واستطلعت الصحيفة آراء عدة يمنيين قالوا إنهم وأصدقاء لهم قد احتجزوا بطريقة غير قانونية وانتهكت حقوقهم من قبل الحوثيين، مشيرة إلى أن متظاهرا على الأقل قد قتل نتيجة لما يبدو أنه ضرب تعرض له خلال احتجاز المسلحين له، وفق ما نشرت منظمة العفو الدولية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاضطراب في اليمن دفعت معظم الحكومات الغربية إلى إغلاق سفاراتها، ودفع كذلك السلطات الأميركية إلى خفض عملياتها لمكافحة الإرهاب هناك، بعد أن عملت واشنطن في السابق بشكل وثيق مع صنعاء لمحاربة أخطر فروع تنظيم القاعدة وهو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحوثيين الذين لم تنل حكومتهم اعترافا دوليا حتى الآن، يستخدمون مؤسسات الدولية التي سيطروا عليها لاضطهاد منتقديهم وفقا لمنظمات حقوق الإنسان والمشاركين في الاحتجاجات المناهضة لهم.
ونقلت الصحيفة عن الناشط أحمد السهباني قوله إن الحوثيين المتنكرين في زي شرطي وعسكري اعتقلوه لدى مغادرته إحدى المظاهرات المناهضة لهم في 7 من الشهر الجاري داخل حرم جامعة صنعاء، وإنه احتجز لمدة خمسة أيام في أحد مقراتهم وتعرض للضرب في رجليه وظهره وجبينه بعصا خشبية، كما هدد بالقتل وأجبر على الاعتراف بأنه جاسوس للمخابرات المركزية الأميركية.
لكن من ناحية أخرى، نفى ضيف الله الشامي أحد قادة الحوثيين تلك الاتهامات، وأشار إلى أن جماعته تسير وفق أخلاق ومبادئ.
ولفتت الصحيفة إلى أن لدى اليمن سجلا حقوقيا سيئا وفقا لمجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان، فقد قمعت قوات الأمن بشدة المحتجين عام 2011 الذين دعوا لرحيل علي عبدالله صالح، في حين كان ينظر إلى خلفه عبدربه منصور هادي بأن لديه سجلا جيدا، لكن حكومته تعرضت لنقد العام الماضي عندما قتلت قوات الأمن ستة محتجين على الأقل في صنعاء.
ونقلت الصحيفة عن دوناتيلا روفيرا كبير مستشاري منظمة أمنستي إنترناشونال قولها «تظهر الشهادات كيف تم احتجاز المحتجين وعذبوا لأيام، كما أن هناك خطرا على سلامة هؤلاء الذين يتجرؤون على الحديث علانية عن الحوثيين».
وأضافت أن الحوثيين انحطوا إلى مستوى جديد وخطير من التخويف والعنف لزرع الخوف في نفوس من يتظاهرون ضد حكمهم.
وشهد براء شيبان -وهو ناشط حقوقي يعمل مع منظمة «ريبريف» غير الربحية- أن المحتجين يؤخذون إلى مراكز احتجاز غير رسمية كالمباني المهجورة ومنازل خاصة، ويتم استجوابهم دون حضور محاميهم.
وأشار شيبان إلى أنه وثق بنفسه 57 عملية احتجاز غير قانونية في العاصمة صنعاء وحدها منذ أواخر يناير، في حين أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، لكن كثيرا من الضحايا يرفضون الإبلاغ عن انتهاكات الحوثيين خوفا من انتقامهم.
ولفت شيبان إلى أن الحوثيين يرتدون زي الشرطة والجيش «لجعل الأمر يبدو وكأنهم ليسوا جزءا من ميليشيات، ولكي تبدو أفعالهم صادرة من مؤسسات الدولة».
ونقلت الصحيفة عن نشطاء حقوقيين ومجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان إشارتها إلى حالات انتهاكات مشابهة في مناطق أخرى في اليمن تخضع لحكم الحوثيين، لكنهم كانوا عاجزين عن توثيقها بسبب القيود التي تفرضها حركة التمرد والوضع الأمني الخطير ونقص الموارد.

واشنطن بوست : الحوثيون يحاولون إخفاء انتهاكهم حقوق الإنسان

(مندب برس - العرب القطرية)