أعلن السفير السوداني لدى مصر عبد المحمود عبد الحليم، أن بلاده اقترحت على السلطات المصرية إنشاء قوة عسكرية مشتركة لحماية الحدود بين البلدين، وذلك في أول تصريحات له عقب عودتها إلى القاهرة في أعقاب أزمة دبلوماسية نشبت بين البلدين.
وأشار عبد الحليم في مؤتمر صحفي، بمقر السفارة السودانية بالقاهرة، اليوم الخميس، إلى أن الجانبين يدرسان المقترح الذي تقدمت به بلاده مؤخرًا، لافتًا إلى أن مهام القوة المقترحة تتمثل في تأمين الحدود ومنه عمليات التهريب وغيرها.
وكشف السفير السوداني عن سعي بلاده لتدشين مشروعات اقتصادية مشتركة مع مصر خلال الفترة المقبلة، في إطار رفع مستوى العلاقات بين البلدين.
وقال إن الجانبين يجريان مباحثات حاليًا بشأن حظر بلاده استيراد الخضر والفاكهة من مصر، بالإضافة إلى هروب عدد من العناصر الإرهابية إلى السودان وتسليمهم إلى مصر.
وأوضح عبد الحليم أن السودان قدمت إلى مصر مؤخرًا قائمة بأسماء عناصر مطلوبة لدى السلطات المصرية، وعدة معلومات بشأن تحركاتهم.
وشكلت عودة السفير السوداني لدى مصر عبدالمحمود عبدالحليم إلى القاهرة الإثنين، بعد نحو شهرين من استدعائه للتشاور بسبب أزمة دبلوماسية، أملًا جديدًا في حلحلة الأزمة التي وقعت خلال الفترة الماضية.
وتشهد العلاقات بين السودان ومصر توترًا ومشاحنات في وسائل الإعلام منذ فترة، على خلفية عدة قضايا خلافية، أهمها النزاع حول المثلث الحدودي في حلايب وشلاتين المستمر منذ سنوات.
وخلال شهر واحد اتخذت السلطات المصرية، بشكل لافت وغير مسبوق، 7 إجراءات، ثلاثة منها في يوم واحد، ردًا على توجهات سودانية جديدة نحو تصعيد أزمة مثلث حلايب وشلاتين، وكذلك تلويحها ببناء علاقات أقوى مع تركيا نكايةً في القاهرة.
وتنوعت الإجراءات المصرية، بين إعلان مصر التوجه بشكوى لمجلس الأمن ضد السودان، وبناء 100 منزل بحلايب، وبث لبرنامج تلفزيوني، بخلاف بث خطبة الجمعة الماضية من المنطقة المتنازع عليها، وإنشاء سد لتخزين مياه السيول، وميناء للصيد في “شلاتين”.
وفي 4 يناير/كانون الثاني الماضي، استدعى السودان سفيره لدى القاهرة لـ”مزيد من التشاور”، قبل أن يعود مؤخرًا مرة أخرى بناء على اتفاق مع مصر بخطوات جديدة.
وبدأت مصر مؤخرًا مرحلة جديدة من العلاقات المشتركة مع إثيوبيا والسودان عقب لقاء رؤساء الدول الثلاث في أديس أبابا، معلنة بعدها عن بدء جولة جديدة من المفاوضات حول كافة النقاط الخلافية.