تدفع المسلسلات الرمضانية سنوياً بعدد من الفنانين والفنانات إلى الصفوف الأمامية والبطولات المطلقة، ومنهم من يجيد اغتنام الفرصة في شكل جيد فيستخرج طاقات إبداعية حبسها سنوات في أعمال درامية قد تكون أقلّ من المستوى أحياناً، أو عبر أدوار ثانوية وثانية، ومن بينهم من تمر بطولاته الأولى مرور الكرام فيقع في مآزق عدة لاحقاً، خصوصاً أن اعتبارات الإنتاج والتسويق والعرض في القنوات الفضائية لا ترحم أحداً ولا تعترف إلا بالنجاح والمكسب المادي.
من أوائل الذين اغتنموا فرصة البطولة المطلقة هذا العام ياسر جلال في مسلسل «ظل الرئيس» الذي حظي بإشادة جماهيرية ونقدية واسعة، ورأى كثيرون أن جلال نضج كثيراً واستطاع أن يثبت عبر شخصيته في المسلسل أنه جدير بالبطولة المطلقة التي وصلته متأخرة. وهو في المقابل عمل جيداً على شخصية حارس الرئيس الذي اتجه إلى إدارة الأعمال، ويتعرض إلى مشاكل عدة بعد مقتل زوجته وابنه، بحيث قام بإطلاق لحيته وشعره وتدرب جيداً على مشاهد الأكشن والمطارات. وكان جلال بدأ مشواره الفني قبل أكثر من 25 عاماً وشارك في بطولة مسلسلات وأفلام بأدوار متوسطة وأخرى جيدة لم ترقَ إلى البطولة المطلقة.
وبعد سنوات من التردّد في خوض البطولة التلفزيونية، وافقت ياسمين عبدالعزيز هذا العام على بطولة مسلسل «هربانة منها». وعلى رغم رهان جهة إنتاج المسلسل على تحقيقها نجاحاً يليق بما حققته في أفلامها السينمائية «أبو شنب» و «جوازة ميري» و «الأنسة مامي» و «الثلاثة يشتغلونها» و «الدادة دودي»، حيث تعد الوحيدة بين فنانات جيلها التي تطرح الأفلام باسمها وتحقق إيرادات جيدة، وتحظى مثل النجوم الشباب بلقب سينمائي «نجمة شباك». إلا أن المسلسل جاء أقل من المتوقع، وساهم في ذلك تعاقد المنتج معها في البداية من دون وجود ورق «سيناريو» فعلي، وتم عرض أكثر من سيناريو عليها لم يلق قبولها، كما فشلت محاولة الجمع بينها وبين تامر حسني في مسلسل واحد، وتم الاستقرار في النهاية على «هربانة منها»، وظهرت العجلة على نتيجة العمل الذي تشابهت حلقاته المنفصلة المتصلة، وانحصرت غالبية مشاهده في ديكورات داخلية لزيادة معدلات التصوير الذي بدأ قبل رمضان بفترة قليلة.
وكان نجاح محمد إمام اللافت وتحقيقه إيرادات عالية في فيلمي «كابتن مصر» و «جحيم في الهند» مغنماً لجهة إنتاج مسلسله «لمعي القط». وعلى رغم مشاركة عدد من شباب الكوميديا وفناني مسرح مصر معه، تعرض إلى هجوم كبير انصب معظمه على العجلة في منحه بطولة مطلقة تعامل معها باستسهال أفقده كثيراً مما حققه في السينما، علماً أنه تمادى في تقليد والده في الحركات واللزمات التي كان يقدمها في أفلامه خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي. وبعدما شارك أحمد رزق بأدوار متميزة في عدد من المسلسلات المهمة في السنوات الماضية، ومنها «العار» و «الإخوة أعداء» و «خطوط حمراء» و «الوالدة باشا» و «الإكسلانس» و «الكيف» خاض هذا العام تجربته الأولى مع البطولة المطلقة من خلال مسلسل «إزي الصحة» وحقق من خلاله نجاحاً أظهر قدراته الكوميدية.
وعلى رغم اجتهاد حورية فرغلي وأحمد زاهر اللذين تشاركا في بطولة مسلسل «الحالة ج» إلا أن العمل لم يحقق النجاح المأمول، ربما لعرضه وسط كم كبير من المسلسلات التي سخرت إمكانات إنتاجية ومنافسين أقوى. لكنّ يوسف الشريف حافظ على حضوره التلفزيوني القوي في بطولته الخامسة «كفر دلهاب»، وحقق من خلاله نجاحاً تجاوز - بحسب ردود الأفعال ونسب المشاهدة على «يوتيوب» - ما حققه في مسلسلاته الأربعة التي قام فيها بالبطولة المطلقة وقدمها على التوالي بداية من 2013، وهي «اسم مؤقت» و «الصياد» و «لعبة إبليس» و «القيصر». وهو ما تكرر مع خالد النبوي ومنة شلبي اللذين تقاسما بطولة «واحة الغروب» وحظيا بإشادة واسعة من الجمهور والنقاد على السواء.
وفي الوقت الذي استعاد أمير كرارة بمسلسله «كلبش» جزءاً كبيراً من بريقه الذي كان فقده العام الماضي من خلال «الطبال»، فقد أحمد مكي بـ «خلصانة بشياكة» نسبة من النجاح الذي كان حققه في الأجزاء الخمسة من «الكبير أوي». ولم تحقق دنيا سمير غانم بـ «في اللا لا لا لاند» النجاح نفسه الذي كانت حققته العام الماضي في «نيللي وشريهان» مع شقيقتها إيمي. وجذب الثنائي أكرم حسني وأحمد فهمي انتباه المشاهدين بمسلسل «ريّح المدام»، وحصلا على إشادة رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين أكدوا نجاح «الدويتو» الجديد بينهما، وطالبوا الثنائي بعدم الانفصال مستقبلاً، كما حدث مع فنانين قدموا أعمالاً جيدة حين تعاونوا فيها معاً، وخسروا كثيراً من هذا النجاح حين حدث الانفصال الفني بينهم.