الرئيسية > اخبار وتقارير > الملك سلمان يدشن عهد الدبلوماسية الاقتصادية مع دول شرقي آسيا

الملك سلمان يدشن عهد الدبلوماسية الاقتصادية مع دول شرقي آسيا

ينظر إلى جولة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الآسيوية على أنها ستركز على تعزيز مكانة المملكة كبوابة وجسر بين قارتي آسيا وأفريقيا، وتدشين عهد "الدبلوماسية الاقتصادية" مع دول شرق آسيا، وترسيخ علاقاتها مع دول الخليج العربي.

ووصل الملك سلمان إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، صباح الأحد 26 فبراير/شباط، في مستهلّ جولة شرق آسيوية تشمل أيضاً إندونيسيا، وسلطنة بروناي (دار السلام)، واليابان، والصين، والمالديف، قبل أن ينهيها في الأردن، أقصى غربي آسيا.

ومنذ تولي العاهل السعودي الحكم في بداية العام 2015، شهدت العلاقات السعودية - الآسيوية تنسيقاً على أعلى المستويات وزيارات متبادلة في الفترة الماضية؛ حيث زار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في شهر أغسطس/آب الماضي عدداً من الدول الآسيوية، عندما ترأس وفد بلاده المشارك في قمة قادة دول مجموعة الـ20 في بكين، قبل التوجه لليابان.

ويتوقع للزيارة التاريخية أن تعزز العلاقات الاقتصادية في مجالات التجارة والاستثمار، والصناعة، والعمل والموارد البشرية، فضلاً عن قطاع الطاقة، حيث يرافق العاهل السعودي 10 وزراء، على رأسهم خالد الفالح، وزير النفط، ومسؤولون من شركة "أرامكو"، فضلاً عن وفدٍ رفيع من رجال الأعمال السعوديين.

وغدت دول شرقي آسيا، التي يزورها العاهل السعودي، من أكثر الدول المؤثرة على الخريطة الاقتصادية العالمية.

ففي ماليزيا المحطة الأولى التي وصلها العاهل السعودي في جولته الآسيوية، وصف رئيس وزراء ماليزيا، محمد نجيب عبد الرزاق، الزيارة بـ"أنها ستكون مثالاً للعالم الإسلامي وللدول الأخرى في العالم".

وقال عبد الرزاق: "نحن فخورون بهذه العلاقة؛ لأن ماليزيا والمملكة العربية السعودية تتعاونان بشكل وثيق في الحفاظ على الوئام وتوفير القيادة للأمة الإسلامية".

ومن المنتظر أن توقع "أرامكو" السعودية مع "بتروناس" الماليزية، سلسلة اتفاقات تعاون في مجال التكرير ومشاريع بتروكيماوية متكاملة.

أما في إندونيسيا، المحطة الثانية في الجولة الآسيوية، فاعتبر الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدوود، أن زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز لبلاده هي "زيارة تاريخية".

ولكون السعودية وإندونيسيا عضوين بمجموعة العشرين، فإن عملاً اقتصادياً كبيراً يتطلب تضافر جهودهما معاً؛ ما يدعو إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية في 19 يناير/كانون الثاني 2016.

الجبير شدد على حرص بلاده على بناء أفضل العلاقات مع إندونيسيا، في مجالات متعددة، واصفاً العلاقات السعودية الإندونيسية بـ"المتميزة"، وذلك عقب لقائه وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، في 18 يناير/كانون الثاني 2016.

وتوقعت وسائل إعلام إندونيسية أن تجلب زيارة الملك سلمان استثمارات سعودية بقية 25 مليار دولار، وتوقيع اتفاقية تعاون بين "أرامكو" السعودية و"بترامينا" الإندونيسية، لترقية ورفع مقدرات الطاقة التكريرية لأكبر مجمع تكريري في إندونيسيا، ومشاريع أخرى.

وستكون اليابان المحطة الأبرز في جولة الملك سلمان الآسيوية؛ لكونها الأولى لعاهل سعودي منذ 46 عاماً.

وتسعى الرياض إلى جذب استثمارات اليابان صاحبة الاقتصاد الثالث عالمياً، خصوصاً في قطاعات كالطاقة المتجددة والتكنولوجيا والترفيه.

وفي أغسطس/آب الماضي، زار ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اليابان، وبحث مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، برامج تعاون في مجال الإصلاح الاقتصادي.

وتعد الرياض أكبر مصدر للنفط الخام لليابان، في إطار ذلك تطمح طوكيو إلى إدارج شركة "أرامكو" لأسهمها في بورصة طوكيو العام المقبل.

وستشهد زيارة الملك سلمان للصين توقيع اتفاقات في 5 مجالات هي السياسة، والاقتصاد، والتعليم، والمجال الإنساني، والثقافة.

كما سيتم بحث استراتيجيات التعاون في مكافحة الإرهاب، وموضوعات أخرى تهم البلدين.

وشهد التبادل التجاري بين الرياض وبكين انخفاضاً في العام الماضي عمّا كان عليه في العام 2015؛ حيث انخفض من 52 ملياراً إلى 43 مليار دولار، وهو ما قد يرتفع بعد الزيارة.

وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، وأكبر مزود للصين بالنفط الخام.

ويختتم الملك سلمان بن عبد العزيز جولته الآسيوية بزيارة جزر المالديف، التي يتوقع أن تخرج باتفاقات استثمارية عدة، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية ببرامج تنفيذية.