في خطوة هي الأولى على طريق دخول الحرب الإلكترونية، دشنت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية، الثلاثاء الماضي، في العاصمة الأوكرانية كييف النموذج الأول من طائرة أنتونوف (AN-132) متعددة المهام ذات الوزن الخفيف، التي تنتجها بالتعاون مع شركة أنتونوف الأوكرانية لصناعة الطائرات.
الطائرة الجديدة التي تعتبر أولى خطوات المملكة في هذا المضمار، تمتاز بأنها مزودة بأحدث المحركات والإلكترونيات لتكون طائرة حديثة قادرة على منافسة مثيلاتها في الاستخدام، من حيث معدل استهلاك الوقود، والقدرة على الإقلاع والهبوط في مختلف البيئات الجوية.
وما بين امتلاك المملكة لأول طائرة أنتونوف وتصنيعها 70 عاماً، عندما استقل المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، أول طائرة على أرض السعودية يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 1945، حينما هبطت طائرة من نوع (دوغلاس دي سي3 داكوتا) في (عفيف)، والتي أهداها الرئيس الأمريكي (روزفلت) للملك المؤسس بعد اجتماعهما التاريخي بقناة السويس في 14 فبراير/شباط 1945، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وتتميز الطائرة بقدرتها على التحليق على ارتفاع 28 ألف قدم بحمولة تصل إلى 9.2 أطنان، وقطع مسافة تصل إلى 4500 كيلومتر بسرعة لا تقل عن 550 كيلومتراً في الساعة، وقد تم تزويدها بمحركات من طراز برات وتني 150 A، ونظام إلكترونيات متقدم، وملاحة ومحركات والعديد من الأنظمة الحديثة.
وكانت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية قد أعلنت، في مايو/أيار من العام الماضي، تشكيل تحالف تقني صناعي مع شركة "أنتونوف" الأوكرانية، وشركة (تقنية) للطيران، لإنشاء مشروع تطوير وتصنيع وإنتاج طائرات من طراز أنتونوف 32 متعددة الأغراض، بحمولة تبلغ 10 أطنان.
-خطوة تعقبها خطوات
وأوضح الأمير تركي بن سعود أن "الاحتفال بتدشين الطائرة يأتي في إطار عقد التحالف التقني الذي أبرمته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مع شركة أنتونوف الأوكرانية لتصنيع الطائرات، وذلك ضمن مبادرات المدينة في برنامج التحول الوطني 2020 لتحقيق رؤية المملكة 2030"، مبيناً أن المدينة تمتلك 50% من حقوق الملكية الفكرية لهذه الطائرة.
وأشار الأمير تركي بن سعود، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إلى أن "خط إنتاج الطائرة سيكون بالتوازي في البلدين، وسيشارك في خطوط الإنتاج مهندسون وفنيون سعوديون جنباً إلى جنب مع نظرائهم الأوكرانيين في كلا البلدين"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
والعام الماضي أوضح تركي بن سعود أن التحالف سيعمل على تطوير وتحسين أداء الطراز الحالي من طائرة أنتونوف AN-32، لتكون طائرة حديثة مزودة بأحدث المحركات والإلكترونيات، وقادرة على المنافسة مع مثيلاتها بالاستخدام من حيث معدل استهلاك الوقود، والقدرة على الإقلاع والهبوط في مختلف البيئات.
ويوم الخميس الماضي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة تقنية للطيران، اللواء المهندس علي محمد الغامدي، أن طائرة النقل أنتونوف-32 (تصنيع مشترك سعودي أوكراني) ستحلق في سماء أوكرانيا نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن معدل الصناعة بالمملكة سيبدأ بنسبة 35% ويتدرج إلى أن يصل إلى 100%.
ونقل موقع "عين اليوم" السعودي، عن الغامدي قوله إن الشركة "وقعت ثلاث اتفاقيات أخرى مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؛ من ضمنها تصنيع طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع (بلاك هوك) مع شركة (سايكروسكي) الأمريكية، وتصنيع الطائرات بدون طيار مع شركة (اليت) الصينية، وتصنيع هياكل للطائرات من المواد الكربونية والمعدنية".
وأزاح الغامدي الستار عن تفاصيل تصنيع طائرة النقل الخفيف متعددة الأغراض مع شركة أنتونوف الأوكرانية، قائلاً إن الطائرة سيجري تطويرها مستقبلاً لتفي بمتطلبات المملكة والعالم بخضوعها لأنظمة الطيران العالمية، مشيراً إلى أن الطائرة (AN-132) تتمتع بقدرتها على تنفيذ العديد من المهام؛ منها نقل المواد والعتاد، والركاب والجنود، والقفز المظلي والإخلاء الطبي، والاستطلاع الجوي والبحري وغيرها من المهام العسكرية والمدنية.
الطائرة السعودية - الأوكرانية أثبتت أيضاً جدارتها في إنجاز المهام لدى عدة دول مالكة للطراز القديم منها، مضيفاً أن أبرز مميزاتها تتمحور في القدرة على الهبوط على مدارج غير معبدة، وهي ميزة تفتقر لها العديد من طائرات النقل الأخرى، بحسب الغامدي الذي أكد أن اختيار (أنتونوف-32) جرى بعد دراسة احتياجات سوق المملكة ودول العالم من طائرات النقل الخفيف للقطاعين العسكري والمدني.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة تقنية للطيران إلى أن تعاون شركة تقنية للطيران مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة أنتونوف الأوكرانية، سيفتح المجال لنقل التقنيات من كبرى الشركات العالمية في مجال صناعة الطيران إلى المملكة، بالإضافة إلى تدريب الكفاءات السعودية الشابة على أيدي خبراء صناعة الطائرات بشركة أنتونوف، لاكتساب الخبرات في المجال وتنمية وصقل مهاراتهم وإمكانياتهم؛ من خلال مشاركتهم في تصنيع الطائرة الأولى في أوكرانيا.
-تطوير قدرات المملكة
كما أن خط الإنتاج سيكون بالتدرج بدايةً في أوكرانيا وينتهي في المملكة، وسيبدأ معدل الصناعة بالمملكة بنسبة 35% ويتدرج إلى الأعلى إلى أن يصل إلى 100%.
وحالياً يعكف التحالف بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة تقنية للطيران مع شركة أنتونوف الأوكرانية على تطوير الطراز الحالي لطائرة أنتونوف32 إلى طائرة أنتونوف132 حديثة، وتمتلك المملكة 50% من حقوق ملكية التصاميم الهندسية والفكرية، وزودت الطائرة بأحدث المحركات والإلكترونيات لمنافسة مثيلاتها من حيث معدل استهلاك الوقود، والقدرة على الإقلاع والهبوط بمختلف البيئات.
وقالت المملكة إن تصنيع الطائرة الجديدة (AN-132) سيكون في واحة التصنيع الكبرى في الطائف بجوار مطار الطائف الجديد. وسيتم اختبار الطائرة في الأجواء السعودية بعد 18 شهراً.
وقال الأمير تركي بن سعود: إن "الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني تعمل من خلال شركتها تقنية للطيران جنباً إلى جنب مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركة أنتونوف لنقل وتوطين التقنية، وتأسيس بنية تحتية لصناعة الطائرات بالسعودية".
وتهدف الخطوة إلى تنمية قدرات التصنيع المحلي بالتعاون مع الشركات السعودية المتخصصة، مثل شركات التوازن الاقتصادي وشركات القطاع الخاص؛ لتقليل تكاليف الشراء والتدريب والتشغيل والصيانة للطائرات، وكذلك رفع مستوى الخبرة المعرفية الفنية في مجال تصنيع الطائرات، وتأمين العديد من الفرص الوظيفية لشباب السعودية وشاباتها، بحسب الأمير السعودي.
وسيتمكن مواطنو المملكة، في الربع الأول من العام 2017، من مشاهدة أول طائرة سعودية أوكرانية بنسبة 50% تحلق في سماء المملكة.