عاشت سماء العام 2016 كما عاشت أرضه، حوادث وأعمالاً إرهابية ذهب ضحيتها المئات، ولم تعد يد الإرهاب تطول من على الأرض فقط، بل لاحقت في الفضاءات من سافر للقيا حبيب أو صديق، أو من ذهب للتفسح أو كسب الرزق.
على طول العام السادس عشر من الألفية الثانية، توزعت حوادث لطائرات مدنية أو عسكرية استطلاعية، لا تزال تحقيقات حدوث بعضها جارية حتى اليوم، دون نتائج ملموسة، في حين تسببت الأحوال الجوية و"الظروف الغامضة" في بعضها الآخر.
وبحسب ما رصد "الخليج أونلاين"، فإن 13 طائرة مدنية سقطت وتحطمت أو احترقت لدى هبوطها، في عدة دول بالعالم، في حين تحطمت 39 طائرة مروحية ومقاتلة تعود لعدة بلدان، في ظروف قتالية وغير قتالية.
- رعب بين الغيوم
بدأ 2016 من شبه القارة الهندية، وتحديداً في النيبال، حين تحطمت طائرة صغيرة في 24 فبراير/شباط بسبب سوء الأحوال الجوية؛ وهو ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، وعددهم 23 شخصاً في ثاني كارثة جوية تشهدها البلاد في عامين.
الطائرة الثانية كانت من نصيب دولة عربية، وسقطت في جنوبي روسيا، وقتل كل من كانوا على متنها، وعددهم 62 شخصاً.
فبتاريخ 19 مارس/آذار، تحطمت الطائرة التابعة لـ "فلاي دبي" الإماراتية، وما زالت الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة تؤكد أن التحقيق الذي تقوده روسيا في الحادثة قد يستغرق عامين آخرين، وتنفي الشركة أن يكون السبب سوء الأحوال الجوية أو "الخطأ البشري".
وفي حادثة مزجت "الحب بالإرهاب"، شغل العالم خطف طائرة ركاب كانت متجهة من مدينة الإسكندرية المصرية إلى العاصمة القاهرة، وحوّل الخاطف وجهتها تحت التهديد إلى قبرص، حيث تقيم معشوقته (زوجته السابقة)، وانتهى الحادث سلمياً بتسليم الخاطف نفسه، وحصل ذلك في 29 مارس/آذار.
وفي مطلع أبريل/نيسان، تحطمت طائرة سياحية صغيرة، في منطقة سوندرناش في وادي مونستر شرق فرنسا، وهو ما أسفر عن مقتل قائدها، وهو طبيب سويسري، وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن قائد الطائرة كان وحيداً على متنها.
وكانت حادثة "مصر للطيران" الأقسى والأكثر غموضاً على الإطلاق، حين اختفت الطائرة المصرية المتجهة من باريس إلى القاهرة من على شاشات الرادار بعد وقت قليل من مغادرتها المجال الجوي اليوناني، وبعد دقائق من دخولها المجال الجوي المصري، وكان على متنها 66 راكباً بينهم طفل ورضيعان، وطاقم من سبعة أشخاص، بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الأمن، وذلك في 19 مايو/أيار.
باليوم نفسه، شهدت أفغانستان تحطم طائرة شحن تابعة لشركة "سيلك واي" الأذربيجانية، أدى إلى مقتل سبعة من طاقمها التسعة.
ولقي ستة أشخاص حتفهم بعد تحطم طائرة روسية كانت في مهمة لإخماد حرائق في سيبيريا، في 2 يوليو/تموز.
وعادت الإمارات للواجهة بعد تعرض طائرة ركاب مدنية تتبع لشركة طيران الإمارات، في 3 أغسطس/آب، لحادث أثناء هبوطها في مطار دبي الدولي، دون وقوع قتلى في صفوف الركاب، ولكن أعلنت هيئة الطيران المدني وفاة أحد منتسبي الدفاع المدني خلال التعامل مع الحادث.
وشهدت كولومبيا من جهتها، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، حادثاً مرعباً؛ بتحطم طائرة بعد سقوطها في مطار مدينة ميديلين، وهي ثاني كبرى مدن كولومبيا، وتقع في وادي أبورا أقصى شمالي جبال الأنديز، وكانت تُقلّ 81 راكباً، ومن ضمن ركابها فريق برازيلي لكرة القدم، لم يُعلن مصيرهم.
آخر شهور السنة كان دامياً هو أيضاً في حوادث الطيران، حين تحطمت طائرة باكستانية تقل 48 شخصاً، في 8 ديسمبر/كانون الأول، في مناطق شمال البلاد الجبلية واشتعلت فيها النيران؛ متسببة في مقتل جميع من كانوا على متنها، بحسب ما ذكرت السلطات، في واحد من أكثر حوادث الطيران دموية في تاريخ باكستان.
وقُتل الوزير الكندي السابق، جان لابيير، وزوجته وثلاثة من أشقائه، في 30 مارس/آذار، في حادث تحطم طائرة صغيرة أثناء سفرهم لحضور جنازة والدهم في إقليم كيبيك بشرقي البلاد.
وأعلنت وزارة الداخلية المقدونية، مطلع سبتمبر/أيلول، سقوط طائرة ألمانية تجارية انقطع الاتصال بها، يتوقع أن عليها 6 أشخاص.
- روسيا تتجرع مرارة التدخل بسوريا
كان للطائرات والمروحيات الروسية نصيب كبير من الحوادث بالأعمال الحربية أو الفنية، وتقدم العدد بفعل جهود المعارضة السورية المسلحة خلال العام.
فصائل في الجيش السوري الحر أعلنت، في 2 سبتمبر/ أيلول، إسقاط ثاني طائرة مروحية روسية في ريف حماة الشمالي، خلال عام، بعد أن أسقطت الأولى في أغسطس/آب وقتل فيها 5 جنود.
كذلك تحطمت مروحية من طراز "مي-28 إن" في ريف حمص، يوم 12 أبريل/نيسان الماضي. وقتل أيضاً طاقم روسي مكون من فرديْن في تحطم مروحية حربية في ريف تدمر يوم 8 يوليو/تموز.
وفي الأراضي الروسية أعلنت السلطات، في 22 أكتوبر/تشرين الأول، مصرع 19 شخصاً؛ من جراء تحطم طائرة مروحية شمالي البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلة من طراز "سوخوي سو-27" تحطمت بالقرب من العاصمة موسكو، في 9 يونيو/حزيران؛ ما أسفر عن مقتل الطيار.
وسقطت مقاتلة روسية من طراز "سو-25" في إقليم "بريمورسكي كراي" في أقصى الشرق الروسي، عندما كانت في مهمة تدريبية، وتمكن الطيار من النجاة بعد أن قفز منها بالمظلة، في 9 مارس/آذار.
وشارك النظام السوري هموم روسيا إذ قُتل طاقم طائرة تابعة له مطلع ديسمبر/كانون الأول، وهو مكون من ثلاثة أشخاص، إثر تحطم طائرتهم الحربية فوق حي قاضي عسكر في حلب الشرقية.
- إيران تعاني
في 2 ديسمبر/كانون الأول أعلن الحرس الثوري الإيراني تحطم طائرة عسكرية تابعة له في مدينة "سراوان" التابعة لإقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، ذات الغالبية السنية، على الحدود الشرقية مع باكستان، وهي الطائرة الثانية للحرس الثوري خلال شهرين؛ بعد تحطم أخرى في 10 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتحطمت مقاتلة تابعة للقوات الجوية الإيرانية من طراز"سوخوي 24"، في محافظة "فارس"، في جنوب البلاد، ونجاة طاقمها.
ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (فارس)، شبه الرسمية، أن مقاتلة إيرانية من طراز "إف-4" سقطت، في 12 يناير/كانون الثاني، في محافظة "سيستان وبلوشستان" جنوب شرقي البلاد، وأن قائد الطائرة ومساعده لقيا مصرعهما في الحادث.
- حوادث متفرقة بدول عربية وأجنبية
في ميادين القتال أو في حوادث تدريب أو سوء الطقس، سقط عدد كبير من الطائرات الحربية والمروحيات العسكرية، عدا ما ذُكر آنفاً، كان أبرزها في 3 يناير/كانون الثاني، حين تحطمت طائرة تابعة للشرطة الإندونيسية، على متنها 15 شخصاً، تلاها في 10 فبراير/شباط، سقوط طائرة عسكرية تابعة للسلاح الجوي الإندونيسي، على منزل في جزيرة جاوة الإندونيسية، ما أسفر عن مقتل قائدي الطائرة.
وشهدت أمريكا عدة حوادث؛ أبرزها تحطم طائرة قتال من نوع إف-16، في 22 يناير/كانون الثاني، في ولاية أريزونا جنوب شرق الولايات المتحدة، دون أن يعرف سبب الحادث ولا مصير الطيار.
وأعلن البنتاغون في 30 مارس/آذار، سقوط طائرة أمريكية مقاتلة من طراز إف-16، بالقرب من قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان، وتمكن قائدها من القفز بسلام.
وأقرت واشنطن بتحطم طائرة لها بالعراق، أعلن "الدولة" إسقاطها في 3 مارس/ آذار.
كما قتل شخص واحد في حادث تحطم طائرة مقاتلة أمريكية، في 28 مايو/أيار، في أحد الأنهار بنيويورك في الولايات المتحدة.
وشهدت تركيا حوادث متكررة، إلا أنها لم تكن طائرات ذات حجم كبير، ولم تتسبب في وقوع الكثير من القتلى.
ففي الأول من يوليو/تموز لقي شخصان مصرعهما إثر سقوط طائرة تدريب مدنية، عقب إقلاعها في قضاء "آيفالق" بولاية "باليكسير" غربي تركيا.
وسقطت طائرة مروحية تابعة للقوات المسلحة التركية، في 5 يوليو/تموز، ما أسفر عن مقتل وجرح العسكريين وعددهم ثلاثة عشر.
تبعها في 17 أغسطس/آب، مصرع شخصين، في حادث سقوط طائرة تدريب أخرى، بمنطقة أرغنة بولاية تكيرداغ غربي البلاد.
"إسرائيل" شهدت حادثين؛ الأول حين أعلنت مقتل ضابط في الجيش برتبة "جنرال"، عقب تحطّم طائرته شمالي فلسطين المحتلة، في 25 مارس/آذار.
وكان الحادث الثاني أشدّ على الاحتلال، إذ لقي طيار إسرائيلي مصرعه وأصيب مساعده بجراح مختلفة، في 5 أكتوبر/تشرين الأول، إثر تحطم طائرتهم الحربية من طراز "إف16"، أثناء محاولتهم الهبوط في قاعدة عسكرية بالنقب المحتل على الحدود قرب قطاع غزة.
العراق كان له نصيب غير قتالي في حوادث الطيران، بتحطم طائرة مروحية عسكرية عراقية في 8 أغسطس/آب، قبل أن تتحطم أخرى بقاعدة الكوت العسكرية في 4 أبريل/نيسان، وثالثة قتل طاقمها جنوبي العراق في 16 فبراير/شباط.
أما مصر، فبدأت العام 2016 بسقوط مقاتلة في 28 يناير/كانون الثاني، بقاعدة فايد العسكرية بمحافظة الإسماعيلية (شمال شرق)، إثر عطل فني، وهو ما أدى إلى مصرع اثنين من طاقمها.
وسقطت حوامة (هليكوبتر) حربية تابعة للجيش المصري في 4 أبريل/نيسان، في أرض زراعية بمدينة هيا التابعة لمحافظة الشرقية (دلتا النيل - شمال)، تبعها في 19 سبتمبر/أيلول، مقتل طيارين اثنين، بعد سقوط طائرة عمودية (هليكوبتر) كانا يستقلانها، قرب مطار الشيخ جبيل بمدينة أبو حماد.
وسقطت في ليبيا، في 18 مايو/أيار، طائرة أثناء هبوطها بقاعدة عسكرية، شرقي ليبيا، في حادث هو الثاني من نوعه خلال أسبوع، وأدى لمقتل طيارها، في حين سقطت، في 10 أغسطس/آب، طائرة حربية تابعة لقوات حكومة الوفاق، أثناء تنفيذها غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في مدينة سرت.
وأعلنت السلطات الإماراتية في 13 يونيو/حزيران، سقوط مروحية عسكرية ومقتل طاقمها، في ثاني حادثة خلال 24 ساعة، بعد أن قتل طاقم طائرة أخرى، ووقع الحادثان خلال تنفيذ عمليات التحالف العربي في اليمن.
وقبلها بقرابة شهر، في 15 مايو/أيار، قتل طياران إماراتيان بتحطم طائرتهما العسكرية أثناء طلعة تدريبية في الدولة.
وأعلنت قيادة التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، في 25 يوليو/تموز، استشهاد طيارين سعوديين إثر سقوط طائرة من نوع أباتشي؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، وذلك في مدينة مأرب اليمنية.
وشهدت السودان، في 30 أبريل/نيسان، مقتل خمسة جنود في الجيش بتحطم طائرتهم العسكرية التي سقطت إثر عطل فني، بإحدى القواعد الجوية بولاية شمال كردفان.
وهو ما حصل في الأردن أيضاً، في 31 مارس/آذار، حين سقطت طائرة تابعة للجيش الأردني، وقتل قائدها، في أثناء قيامها برحلة تدريبية، سبقتها أخرى في 2 فبراير/شباط، قتل فيها طيار وأصيب زميله، حين سقطت مروحيتهما أثناء قيامها بطلعة تدريبية بمدينة السلط.
وتحطمت مروحية في ميانمار وقتل طاقمها المكون من 3 أفراد، في 14 يونيو/حزيران الماضي، وتحطمت طائرة مقاتلة من الطراز سي.إف-18، كندية في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، بمنطقة تدريب بإقليم ألبرتا.