الرئيسية > محافظات > اليمن: الهدنة تنهار في الساعات الأولى والمواجهات في تعز تزداد اشتعالا مع دخولها حيز التنفيذ

اليمن: الهدنة تنهار في الساعات الأولى والمواجهات في تعز تزداد اشتعالا مع دخولها حيز التنفيذ

 ذكرت مصادر محلية أن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ظهر السبت في اليمن انهارت منذ الساعات الأولى، وأكد العديد من السكان في مدينة تعز، وسط اليمن، أمس أن وقف إطلاق النار لم ير النور في تعز وشهدت المدينة تصعيدا عسكريا غير مسبوق وقصفا عنيفا بواسطة المدفعية الثقيلة من قبل ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح. 
وقال شهود عيان لـ«القدس العربي» ان «الأحياء السكنية في مدينة تعز شهدت قصفا عنيفا من قبل الميليشيا الانقلابية الحوثية وصالح منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة حيز التنفيذ».
وأوضحوا أن «دخول الهدنة حيز التنفيذ ضاعف حجم معاناة السكان إثر تصاعد مستوى القصف العشوائي لميليشيا الحوثي وصالح على احياء المدينة، وسقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين جراء ذلك».
وقال أحمد عبد الملك مقبل، «الهدنة بالنسبة لنا أصبحت اسما مرعبا، لأننا لا نتوقع أبدا أن تتوقف فوهات البنادق والمدفعية الثقيلة وإنما تتصاعد حدة المواجهات وتشكل قلقا بالغا على السكان المحليين». وأضاف «الهدنة تعني باختصار تصعيد موجات الحرب».
إلى ذلك قال محمد قائد فرحان «توقعنا أن نتلقى المساعدات الإنسانية خلال أيام الهدنة ولكننا للأسف لم نتلق سوى القذائف المدفعية والصاروخية على أحياءنا السكنية والتي حوّلت حياتنا إلى جحيم».
وتحدث بألم ومعاناة «لم نلمس أي هدنة هنا، لا وجود لها إلا في وسائل الإعلام، أما على أرض الواقع فلا نرى لها أي أثر». 
وذكر رضوان شمسان وهو راصد حقوقي «ان الهدنة انهارت منذ اللحظة الأولى وأن القصف العشوائي تصاعد بشكل كبير على الأحياء المدنية، وأن الراصدين الحقوقيين رصدوا أكثر من 100 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في مدينة تعز لوحدها، من قبل ميليشيا الحوثي وصالح».
في غضون ذلك ذكر مصدر عسكري أن المواجهات المسلحة بين الميليشيا الانقلابية (الحوثي/صالح) والقوات الحكومية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) تصاعدت بشكل غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية في الأحياء الشرقية لمدينة تعز، والتي لم تتوقف بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بل ازدادت تصعيدا.
وقال لـ«القدس العربي» ان «المقاومة الشعبية المدعومة من قوات الجيش الوطني، حققت تقدما كبيرا ومكاسب عسكرية مهمة في محيط قصر الشعب الرئاسي والمرافق الرئاسية المحيطة به في شرق مدنة تعز خلال الأيام القليلة الماضية».
وأوضح أن «الهدنة لم تأت إلا لوقف هذا التقدم العسكري لقوات المقاومة والجيش الوطني، لمنح الميليشيا الانقلابية فرصة لاستعادة أنفاسها بعد أن تكبدت خسائر كبيرة وخسرت مواقع مهمة خلال الأيام الماضية». 
وذكرت المصادر أن قوات المقاومة والجيش الوطني سيطرا أمس الأحد على مواقع في منطقة الكمب، بعد استكمال سيطرتهما خلال الأيام الماضية على حي المستشفى العسكري ومنطقة صالة.
وأوضحت أن ابرز المناطق التي سيطرت عليها يوم أمس هي حي الجامعة اللبنانية وبقية شارع بازرعة وجميع الشوارع المؤدية إلى مستشفى الكندي، وتقدمت بشكل كبير نحو مجمع التشريفات الرئاسية المجاور لقصر الشعب الرئاسي، شرقي مدينة تعز. 
وذكرت أن مليشيا الحوثي/صالح قامت أمس بشن العديد من الهجمات الارتدادية على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في حي المستشفى العسكري في محاولة منها لإستعادة السيطرة عليها بعد أن فقدتها قبل أيام، إلا أن قوات الجيش الوطني تصدت لها بقوة وشنت هجوما معاكسا استطاعت من خلاله التقدم والسيطرة على مواقع جديدة كانت تحت سيطرة مليشيا الانقلابيين الحوثيين/صالح.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر عديدة أن العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب وغيرها لم تشهد خلال اليومين الماضيين منذ بدء الهدنة أي هدوء في وقف إطلاق النار على أرض الواقع، حيث اعترضت بطاريات الباتريوت الحكومية العديد من الصواريخ الباليستية التي اطلقتها ميليشيا الانقلابيين الحوثيين/ صالح، فيما قالت مصادر حوثية ان غارات جوية لقوات التحالف استهدفت مواقع تابعة لها في منطقة ميدي في محافظة حجة وكذا العديد من المواقع في محافظة صعدة.
واعتبرت هذه المصادر أن الهدنة بين أطراف النزاع في اليمن التي تم الإعلان عن بدئها ظهر السبت لمدة 48 ساعة تنتهي ظهر اليوم الاثنين، لم تر النور على أرض الواقع وأن مصيرها كان مثل مصير بقية الهدن السابقة التي فشلت في الساعات الأولى لدخولها حيز التنفيذ.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار