في تشييع فريد من نوعه، وفي أجواء من الفرح، ودّع لبنان، أمس الأحد، الفنانة اللبنانية المشهورة صباح المعروفة بـ»الشحرورة» بحضور رسمي وشعبي وعربي كثيف، في وسط العاصمة بيروت.
على وقع الأغاني والمعزوفات الموسيقية ورقصات الدبكة اللبنانية، خارج كنيسة «مار جرجس» في بيروت، كما أوصت صباح، وصل نعش جثمان «الشحرورة» بمواكبة رسمية من القوى الأمنية وسيارات بلدية قريتها، قبيل بدء القداس الذي ترأسه البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وقال الراعي في كلمته بعد القداس إن «صباح أدت رسالة زرع الفرح في قلوب الجماهير اللامحدوة من خلال 4000 أغنية بكل اللهجات و90 فيلما وعشرات المهرجانات، وزرعت الفرح بابتسامتها الدائمة وحبها للحياة بأناقتها وتواضعها، والنكتة الحاضرة في قلوب الفقراء والمعوزين».
وأضاف الراعي «نحن نودع الشحرورة صباح مع الفرح الذي أوصت به قبل الرحيل وسيبقى صوتها خالدا».
المأتم الشعبي المهيب الذي أقيم للفنانة الكبيرة غلبت عليه أجواء الفرح، لا أجواء الحزن، حيث تجمع المئات من اللبنانيين المحبين لـ»الشحرورة»، الذين حضروا من مختلف المناطق لتوديع الراحلة وتقديم واجب العزاء.
وأوصت صباح قبل وفاتها، أن لا يحزن عليها أحد بعد رحيلها وأن يتم تشييعها بأجواء من الفرح «فلا داعي للحزن أبدا في هذه الحياة».
وشارك في تشييع صباح عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والمصريين والعرب أبرزهم، نيللي كريم، وبوسي شلبي، ولبلبة، وسمير صبري، وأشرف زكي.
وبنفس الطريقة التي دخل بها جثمان صباح الى الكنيسة، خرج منها على وقع الدبكة والتصفيق الحار، مع قيام فرقة موسيقى الجيش اللبناني بعزف مقطوعات لأغاني صباح، أبرزها أغنية «تسلم يا عسكر لبنان».
وتعالت أغنيات صباح من مكبرات الصوت وخصوصا تلك التي تتحدث فيها عن الوداع «مسافرة ع جناح الطير تذكروني بغيابي»، كما رقص المشيعون على وقع أغنية «رقص أم عيون السود وخلي الشحرورة الصبوحة تغني ويهب البارود».
دقائق وانطلق موكب التشييع باتجاه بلدة «بدادون» مسقط رأس صباح في جبل لبنان، التي تبعد 15 كيلومترا عن العاصمة، حيث وريت الثرى.
وعلى طول الطريق علقت اللافتات وصور الراحلة، إضافة لمحطات محطات فنية وشعبية مميزة للموكب في القرى والبلدات المؤدية إلى «بدادون» تنفيذاً لوصيتها.
وتوفيت صباح، الأربعاء الماضي في بيروت، بعد أن شهدت حالتها الصحية تدهورا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة.
وولدت صباح واسمها «جانيت فغالي» في حي الفغالية في وادي شحرور بلبنان في العام 1927.
اشتهرت بكثرة زيجاتها، إذ وصل عدد أزواجها إلى تسعة، وكان من بين أزواجها الفنان المصري الشهير رشدي أباظة، ولها ابن هو صباح شمس الذي أنجبته من زوجها الأول نجيب شماس، ولها أيضا ابنة هي الفنانة هويدا من زوجها عازف الكمان المصري أنور منسي.